
ولكي ينجح الائتلاف السوري، ومعه الجيش الحر، في تنظيم صفوفه، وإبعاد المتطرفين، فلا بد من دعم الجيش الحر بالسلاح النوعي من أجل تقويته، وبسط نفوذه على القوى المعارضة على الأرض، وهو ما طرح ويطرح منذ قرابة عامين وسط تجاهل دولي، ورغم تدخل الإيرانيين وحزب الله في المعارك بسوريا، ومعرفة الغرب بأن نظام الأسد يعمد إلى ترويج أخبار المتطرفين، مثل جبهة النصرة، وعبر وسائل إعلام موالية للنظام الأسدي، وإيران وحزب الله، من أجل تشويه سمعة الثورة السورية، وهي التقارير نفسها التي يستخدمها مندوب الأسد دائما في الأمم المتحدة لتبرير جرائمه التي فاقت المائة ألف قتيل في سوريا.
وعليه فإن المشهد في سوريا اليوم، ورغم حالة الغرور المصطنع التي يظهرها نظام الأسد، لا يعني أن الأسد يتقدم، بل يعني أنه قادر على إبقاء التوازنات على ما هي عليه الآن بسبب دعم قوات حزب الله له، وهي التي تقوم بالهجوم، والقتال، وسط غطاء الأسد الجوي، بينما يستمر الجيش الحر في الصراع من أجل الحفاظ على مكاسبه، وتكبيد قوات الأسد وحزب الله الخسائر قدر المستطاع، في ما يمكن أن نسميه حرب استنزاف، على أمل القرار الأميركي، والغربي، بدعم الجيش الحر بالأسلحة النوعية، وهو الجهد الذي يبذله الجربا الآن بدعم سعودي وعربي لإقناع المجتمع الدولي بالشروع في ذلك، وبالطبع فإن الخاسر الأكبر هو سوريا الدولة التي تتفتت، حيث إن رحى المعارك تدور في كل شبر فيها.
ملخص القول أننا أمام عملية مراوغة، سواء المعارك على الأرض، أو في الجولات السياسية، وحتى في التحقيق الدولي حول استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل نظام الأسد، وكل ذلك استعدادا لأمر ما يعتقد البعض أنه تجهيز لخطوات غربية مقبلة ربما تكون حاسمة، وبالطبع فإن الغرب يترقب أيضا تنصيب الرئيس الإيراني الجديد. وهذا كله يقول إننا أمام مراوغة لن تحسم إلا بتسليح الجيش الحر، لكن الإشكالية أيضا هي أن الإدارة الأميركية نفسها شريك في هذه المراوغة، وهذه هي القصة!