
المشارکة العربية الکبيرة في مهرجان التضامن لهذا العام و الذي تزامن مع إدلاء الجنرال کيسي بهذه المعلومة الخطيرة، شجعت على عقد مؤتمر عربي ـ إسلامي في يوم 24 حزيران الماضي في مدينة اوسوراواز الفرنسية بضواحي باريس برعاية المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق، حيث کان هذا المؤتمر جهدا سياسيا ـ فکريا عمليا متميزا على أرض الواقع من أجل فضح الملالي و کشفهم أمام الشعوب العربية و الاسلامية بصورة خاصة و أمام شعوب العالم بصورة عامة و التأکيد على أنهم مجموعة من الافاقين و النصابين المتاجرين و المتلاعبين بالدين و القيم الطائفية في سبيل تحقيق أهداف سياسية غاية في القذارة و الدناءة، وان هذا المؤتمر قد أثلج صدور کل الذين کانوا يتوجسون ريبة من تحرکات نظام الملالي و يدعون الى موقف عملي على الارض للوقوف بوجهه و الحد من تأثيراته.
السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، قد کانت واضحة و شفافة جدا في خطابها الذي ألقته أمام المؤتمر عندما أکدت بأنها کانت قد حذرت و قبل عشرة أعوام من خطورة دور نظام الملالي في العراق و النتائج و التداعيات التي ستترتب على تدخلاتهم في الشأن الداخلي العراقي، وان عدم الاستماع لها و الاخذ بتحذيراتها قد قاد الى الاوضاع الحالية المؤسفة التي يصطادون الملالي في مياهها العکرة سمکاتهم النتنة، ومرة أخرى تؤکد أبرز زعيمة في المعارضة الايرانية و أقوى وجه مرشح کي يقود إيران مابعد الملالي، بأن المقاومة الايرانية هي بمثابة شقيقة للعالمين العربي و الاسلامي وانها حليف استراتيجي لايريد او يبتغي في نهاية المطاف سوى ضمان المصالح المشترکة بين الشعب الايراني و شعوب العالمين العربي و الاسلامي، في الوقت الذي بات القاصي قبل الداني يعلم علم اليقين حقيقة الدور المشبوه الذي يقوده نظام الملالي في المنطقة و على حساب ليس شعوبها فقط وانما حتى على حساب الشعب الايراني نفسه من أجل ضمان مصالحه الضيقة، وان الذي کشف عنه الجنرال کيسي يجب أن لايمر أمام المنطقة و العالم مرور الکرام و يجب العمل و على مختلف الاصعدة و بمختلف السبل في سبيل مقاضاة الملالي و محاسبتهم على فعلتهم الشنيعة النکراء التي هي في الحقيقة إفسادا مبينا في الارض، وان محاکمتهم أمام محکمة الجنايات الدولية في لاهاي هي ضرورة تقتضيها کل القوانين و الاعراف و القيم.