
النظام الايراني الذي يمر بأوضاع و ظروف بالغة السوء، يحاول و من خلال إعلامه الکسيح الاصفر و المشوه للحقائق أن يظهر تماسکه وانه لايزال يمسك بزمام الامور بين يديه، وليس ذلك فقط وانما و عبر دجل إعلامي و کذب استخباري فاحش يريد بعث الخوف و الرعب في نفوس دول و شعوب المنطقة بصورة خاصة و الدول و الشعوب الغربية بصورة عامة من خلال تصوير نفسه وکأنه يمتلك”بعض”الاوراق الخطيرة التي إذا لعبها فإنه سيثير الفوضى و عدم الاستقرار في مناطق عدة من العالم، والغريب انه لايزال هنالك في الغرب من يستمع الى هکذا تهديدات”جوفاء”و”خرقاء”و”سفيهة” و يتصرف بشکل يبدو وکأنه يأخذ الحيطة و الحذر من نظام متزلزل الارکان بات يخاف حتى ظله أيضا، لکن إنفضاض جولة المحادثات ال45 مع النظام الايراني ومن دون تحقيق أية نتيجة تذکر، لم تعد تبعث على الاطمئنان و الثقة بنوايا هذا النظام و حقيقة مايخبئه خلف مماطلته و تسويفه، بل وان بعض الاوساط السياسية باتت تتحدث علنا عن ضرورة وضع حد لماراثون المحادثات العقيمة و السقيمة مع النظام الايراني و تدعو الى وضع آلية بديلة عن الاسلوب الحالي المتبع و الذي أثبت فشله الذريع.
نظام الملالي الذي يستغل عملية التفاوض مع المجتمع الدولي کغطاء لتبرير شرعيته و ديمومة إستبداده و قمعه و مصادرته لحرية الشعب الايراني و حقوقه المختلفة، يريد أيضا ومن خلال هذه المفاوضات أن يبقي الجبهة الدولية المضادة له”رخوة”و”غير متماسکة”، کي يستغل ثغرات و مسافات التباين و الاختلاف بينها من أجل تحيق أهدافه و أجندته المشبوهة، خصوصا وانه يرى بأم عينيه کيف أن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية يذهب من نصر سياسي کبير الى آخر أکبر منه و کيف أنه بات يحظى بمکانة و سمعة دولية طيبة بحيث أنها طفقت تبعث الامل و التفاؤل في قلوب و نفوس الشعب الايراني و تدفع بالنظام الايراني في نفس الوقت الى التشاؤم و اليأس و التخبط، ولاسيما وان هذا المجلس صار في نظر العديد من الاوساط و المحافل السياسية و الاعلامية بمثابة معبر شرعي عن إرادة و طموحات الشعب الايراني.
لقد دعت المقاومة الايرانية و على لسان السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية الى عدم التفاوض مع هذا النظام لأنه لن يرضخ او يستمع لمنطق الحق و العدل وانما يفکر فقط في کيفية تهيأة و إعداد الظروف المناسبة لکي يبلغ هدفه بالحصول على السلاح النووي فهم ليسوا اساسا بأهل منطق و حوار، وان إنهاء التفاوض مع هذا النظام اليوم قبل الغد هو أفضل للمجتمع الدولي و أضمن له کي يحيل دون بلوغ هذا النظام لهدفه المشبوه خصوصا فيما لو إتبع المجتمع الدولي سياسة جديدة تعتمد على مبدأ دعم الشعب الايراني و المقاومة الايرانية کحجر اساس.