وكالة سولا پرس بقلم: علي ساجت الفتلاوي : وأخيرا، وعلى الرغم من کل تلك الحملات و الهجمات الوحشية البربرية لجيش النظام السوري و مرتزقته من قوات الحرس و حزب الله اللبناني العميل، ومع کل ذلك الدعم المالي و العسکري و السياسي اللامحدود المقدم لنظام بشار الاسد من جانب النظام الايراني، فإن طلائع الثورة و التغيير قد تمکنت أخيرا من إکتساح کل دفاعات النظام السوري و نقلت المواجهة الى قلب دمشق نفسها لکي تتوجج معارکها الظافرة هناك بمعرکة الحسم و الانتصار النهائي بإسقاط النظام.
اجتماع للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية
الملفت للنظر في التطورات الاخيرة على صعيد الاحداث في سوريا کانت خطيرة و حساسة الى الدرجة التي دفعت مختلف دوائر القرار السياسي و الاوساط الاعلامية المطلعة الى الحديث عن سيناريوهات متباينة بشأن سقوط النظام و المصير الذي ينتظر بشار الاسد، لکن الاهم من کل ذلك أن النظام الايراني يتتبع الاحداث في سوريا بقلق و خوف استثنائيين و يکفي القول بأنه و بعد التوجيهات الاخيرة التي أطلقها مرشد النظام دعما للنظام، فإن العديد من الاوساط السياسية التابعة للنظام بدأت تتحدث في مجالسها عن الجدوى و الفائدة المرجوة من وراء دعم النظام السوري الذي تؤکد کل الدلائل و المؤشرات على سقوطه الحتمي، وان اوساطا أخرى ترى بأن الاولى بالنظام أن يلتفت لنفسه و يحصن جبهته الداخلية بعد أن بذل کل مابمقدوره من أجل النظام السوري وان کل تلك الاموال و الجهود المبذولة في سوريا باتت تذهب هدرا في الوقت الذي يعاني فيه النظام من ضائقة مالية و إقتصادية غير مسبوقة وهو في أمس الحاجة فيها إليها و الى غيرها، لکن تيار مرشد النظام يرى في سقوط النظام السوري خطرا کبيرا مباشرا عليه وان رياح التغيير ستهب على معظم إيران، ولذلك فإن هذا التيار يرى أن أفضل اسلوب و وسيلة للدفاع عن النظام تکمن في إبقاء الجبهة السورية مشتعلة و عدم السماح بإسقاط النظام مهما کلف الامر.
المشکلة التي يعاني منها النظامان السوري و الايراني، انهما يراهنان على إنهاء ثورة شعبية عارمة قد تخطت کل الحواجز و العقبات و حطمت و دمرت کل خطوط النظام الدفاعية و هما يعتقدان بأنه و عبر مختلف الاساليب العسکرية و الامنية و السياسية من الممکن إطفاء شعلة الثورة و إخمادها، لکن الملاحظ أنه کلما إشتدت الهجمات البربرية الرعناء للنظام السوري بدعم و اسناد و مشارکة من جانب حليفه النظام الايراني، فإن الثورة السورية تحقق إنتصارات باهرة و تتقدم قدما للأمام أکثر فأکثر بإتجاه الهدف، لکن هناك ثمة ملاحظة بالغة الاهمية لابد من الوقوف عندما و التأمل فيها بدقة وهي أن الثورة السورية وفي الوقت الذي تکاد فيه أن تحقق النصر النهائي و تلقي بالنظام السوري الى مزبلة التأريخ، فإن المقاومة الايرانية المتلاحمة مع الثورة السورية و المؤيدة لها بقوة، تسجل هي الاخرى إنتصارات سياسية کبيرة و لامعة و في طريقها الى أن تخطو خطوات بمقدورها أن تؤثر کثيرا على مسار الاحداث و توجهاتها بشأن الملف الايراني، وان الطلب الاخير الذي قدمته الزعيمة الايرانية السيدة مريم رجوي بضرورة إعتراف المجتمع الدولي بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي للمعارضة الايرانية و الشعب الايراني و الذي باتت تدرسه العديد من اوساط القرار الدولي بعناية، من الممکن جدا أن يکون بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير، وان المقاومة الايرانية التي تتابع احداث و تطورات الثورة السورية بکل دقة تدرك بأن سقوط نظام الدکتاتور السوري يعني فتح الطرق الى الثورة في إيران، وکما أن دمشق قد فتحت أبوابها للثورة و الثوار فإن طهران ستحذو حذوها قريبا.