وكالة سولاپرس- بقلم: فلاح هادي الجنابي : الايام العصيبة و السحب الداکنة بإنتظار نظام الملالي في إيران، ولايبدو أن شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب الامريکية سيکون کافيا لزعيمة طموحة و جريئة و شجاعة مثل السيدة مريم رجوي وانما تجد نفسها أمام مسؤولية تأريخية کبيرة و بالغة الاهمية تتعلق بقيادة الشعب الايراني صوب شواطئ الامن و الاستقرار بإحداث التغيير الحقيقي الامثل في إيران بإسقاط النظام الديني المتطرف و إحلال البديل الديمقراطي الافضل.
الخطاب الاخير للسيدة رجوي في المجلس الوطني الفرنسي و الذي إعتبرته اوساطا سياسية و اعلامية بمثابة خارطة طريق عملية مناسبة جدا للتصدي للمشهد الايراني و معالجته وفق ماجاء فيه من مقترحات و مطالب عملية جذرية تساهم في تمهيد الارضية المناسبة لإحداث التغيير السياسي الکبير في إيران و الذي يصب في صالح الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم و يساهم في إرساء دعائم الامن و الاستقرار و السلام و الذي سيبقى معرضا للخطر و التهديد طالما بقي هذا النظام على رأس السلطة في طهران.
لقد تمکنت السيدة رجوي التي أبليت بلائا حسنا في صراعها السياسي المرير و الصعب و المعقد الذي تخوضه ضد ملالي إيران منذ أکثر من ثلاثة عقود، بدفع المجتمع الدولي للتفکير بالخيارات الاخرى المتاحة للتغيير في إيران بعيدا عن خياري مسايرة و مهادنة النظام او شن الحرب ضده، وقد أکدت مرارا و تکرارا بأن الحل الامثل و المنطقي يکمن في دعم الشعب الايراني و الاعتراف بمقاومته الوطنية المتصدية للنظام المتخلف القمعي الذي يحکم الشعب الايراني بمنطق القرون الوسطى، لکنها وعبر خطابها الاخير في باريس أمام المجلس الوطني الفرنسي ترجمت رؤيتها السياسية لمعالجة مثلى للمشهد الايراني عبر وضع أربعة نقاط هامة و حساسة أمام المجتمع الدولي و الطلب منه بالاخذ بها من أجل التمهيد لأرضية مناسبة تقود للتغيير السياسي الکبير في إيران و تقلب الطاولة على رأس الملالي و تأخذ زمام المبادرة من أيديهم.
النقاط الاربعة الحساسة التي طرحتها زعيمة المقاومة الايرانية مريم رجوي تلخصت في أربعة محاور ذات أهمية خاصة و لها تأثير کبير جدا في سحب البساط من تحت أقدام نظام الملالي الذي تمادى غيا و بالغ کثيرا في إسرافه في الظلم و قمع الشعب الايراني بالاضافة الى إصراره على الاستمرار في سياسة تصنيع الارهاب و تصديره و جعل ذلك اساس و جوهر إستمرار و ديمومة النظام، ولعل التمعن في النقاط الاربعة التي ندرجها أدناه تؤکد بأن تنفيذها من جانب المجتمع الدولي سيکون کفيلا بإحداث التغيير بأسرع مسافة زمنية ممکنة:
1ـ ربط استمرار العلاقات السياسية مع هذا النظام بشرط إيقاف حملات الاعدام و التعذيب.
2ـ نقل ملف حقوق الانسان الذي يعاني من إنتهاکات استثنائية و وخيمة جدا الى مجلس الامن الدولي.
3ـ تأمين سلامة و أمن سکان مخيم ليبرتي و مطالبة الامم المتحدة بشمول هذا المخيم بإمتيازات معسکرات اللجوء.
4ـ الاعتراف و بصورة رسمية بالمقاومة الايرانية لتغيير النظام.
الواضح من تفعيل و تطبيق هذه النقاط الاربعة بأن التغيير الذي تطمح إليه مختلف دول و شعوب العالم في إيران، سوف يکون في متناول الايدي وان ثقة السيدة بإرادة الشعب الايراني و تطلعه الى الحرية و کذلك ثقتها الکبيرة بقدرة المقاومة الايراني في الاخذ بزمام المبادرة من النظام بعد تنفيذ هذه النقاط الاربعة، يؤکد للعالم أجمع بأنها الاجدر بقيادة الاوضاع في إيران نحو التغيير الحقيقي.
فلاح هادي الجنابي