الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارأحدث الاخبار: الارهاب والتطرف الدينيإحدى الطائرتين اللتين هبطتا في العراق للتفتيش كانت في طريقها إلى العودة...

إحدى الطائرتين اللتين هبطتا في العراق للتفتيش كانت في طريقها إلى العودة إلى إيران بعد تفريغ حمولتها في سوريا ،استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية إلى سوريا عبر العراق

مسؤولو الاستخبارات الغربية اكتشفوا أدلة على وجود أنشطة في مواقع استخدمت لتخزين أسلحة كيماوية
واشنطن: مايكل غوردن وإريك شميت *
الشرق الاوسط :
صرح مسؤولون أميركيون بأن فشل الجهود الأميركية في وقف تدفق الأسلحة الإيرانية إلى سوريا راجع إلى تراخي العراق في تفتيش الطائرات التي تحمل الأسلحة عبر مجاله الجوي.

ولا تزال شحنات الأسلحة تتدفق إلى النظام السوري في وقت حرج بالنسبة للرئيس بشار الأسد، الذي يواجه ضغوطا عسكرية متزايدة من مقاتلي الثوار. وقد برز الممر الجوي عبر العراق كخط إمداد رئيسي للأسلحة، ومن بينها الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات وقذائف المورتر والـ«آر بي جي». ولدى إيران مصلحة كبرى في سوريا، فهي أوثق حلفائها العرب، وتفتح قناة لنقل الدعم الإيراني لحزب الله اللبناني.
وقد منيت إدارة الرئيس أوباما بفشل ذريع في إقناع العراقيين بإجراء تفتيش عشوائي للرحلات. ومما يضيف بعدا آخر للمخاوف الأميركية أن مسؤولي الاستخبارات الغربية يشيرون إلى أنهم اكتشفوا أدلة على وجود أنشطة جديدة في مواقع في سوريا استخدمت لتخزين أسلحة كيماوية. ويبدي المسؤولون شكوكا في ما إذا كانت القوات السورية تستعد لاستخدام الأسلحة في محاولة أخيرة لإنقاذ النظام، أو إرسال تحذير إلى الغرب بشأن تداعيات تقديم مزيد من الأسلحة إلى الثوار السوريين.
وقال مسؤول أميركي بارز، متحدثا شريطة عدم ذكر اسمه لمناقشة قضايا استخبارية «يتشابه الموقف إلى حد بعيد مع ما فعلوه من قبل.. لكنهم يقومون بأشياء تشير إلى أنهم ينوون استخدام الأسلحة. فهم لا يقومون فقط بنقل أشياء.. هذا نوع مختلف من النشاط». بيد أن المسؤول قال إن السوريين لم يقوموا بخطوات أكثر وضوحا تجاه استخدام الأسلحة الكيماوية، مثل إعدادها كي تطلق من خلال بطاريات مدفعياتها أو شحنها في القنابل كي يتم قذفها من الطائرات.
وفي ما يتعلق بشأن شحنات الأسلحة، كانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودهام كلينتون قد حصلت على تأكيدات من وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في سبتمبر (أيلول) بأن العراق سيفتش الرحلات المتوجهة من إيران إلى سوريا. لكن العراقيين لم يفتشوا سوى رحلتين فقط، كانت آخرهما في السابع والعشرين من أكتوبر (تشرين الثاني). ولم يتم العثور على أسلحة، لكن إحدى الطائرتين اللتين هبطتا في العراق للتفتيش كانت في طريقها إلى العودة إلى إيران بعد تفريغ حمولتها في سوريا.
ولخيبة أمل الولايات المتحدة، تبدو إيران وكأنها تلقت معلومات من المسؤولين العراقيين بمواعيد التفتيش، بحسب مسؤولين أميركيين اطلعوا على تقارير سرية لمحللين تابعين لوكالة الاستخبارات الأميركية. وقال مسؤول أميركي إن «إساءة استخدام المجال الجوي العراقي من قبل إيران لا تزال تشكل مصدر قلق، ونحن نحث الحكومة العراقية على الالتزام الكامل بتعهداتها الدولية، سواء باستمرار مطالبة الرحلات المارة فوق الأراضي العراقية في طريقها إلى سوريا من إيران بالهبوط للتفتيش، أو رفض عبور الطائرات الإيرانية إلى سوريا».
ويصر المسؤولون العراقيون على أنهم يعارضون نقل أسلحة عبر المجال الجوي العراقي، واستشهدوا بمزاعم إيران على أنها تنقل مساعدات إنسانية، ووصفهم الاتهامات الأميركية بأنها لا أساس لها. ويقول علي الموسوي، المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بشأن المخاوف الأميركية «لن نتمكن من إقناعهم، حتى وإن فتشنا كل الطائرات.. لأنهم حكموا على الموقف بشكل مسبق. سياستنا هي أننا لن نسمح بنقل الأسلحة إلى سوريا». واعترف موسوي بأن إحدى الطائرات لم تفتش إلا بعد عودتها من دمشق، لكن ذلك كان خطأ بسيطا، لا محاولة متروية لمساعدة الإيرانيين. وقال إن «الأخطاء أحيانا ما تقع».
لكن مسؤولا عراقيا سابقا، طلب عدم ذكر اسمه خشية التعرض للعقاب على يد الحكومة العراقية، قال إن المسؤولين في بغداد قاموا بأداء أقل المجهودات؛ في محاولة لاسترضاء الحكومة الأميركية، وكانوا في واقع الأمر متعاطفين تجاه الجهود الإيرانية في سوريا.
لكن تلك الرحلات الإيرانية تمثل تحديات لإدارة أوباما، التي تبدي ترددا في تقديم الأسلحة للثوار السوريين أو فرض منطقة حظر طيران على سوريا خشية الوقوع في مستنقع الصراع. كما أن هذا الوضع يبرز في الوقت ذاته ضعف حدود تأثير الإدارة الأميركية على حكومة المالكي، ويظهر الاختلافات بين حسابات السياسة الخارجية في واشنطن وفي بغداد.
وعلى الرغم من أن التصرفات العراقية تفيد بشكل واضح إيران، التي تربطها علاقات متينة مع عدد من المسؤولين العراقيين، فربما تكون للمالكي أسبابه الخاصة في إعفاء هذه الرحلات من التفتيش. ويشير المسؤولون الأميركيون إلى أن المالكي ربما يكون قلقا من أن سقوط الأسد قد يؤدي إلى ازدياد جرأة القوات السنية والكردية في المنطقة؛ بما في ذلك العراق، وهو ما قد يشكل تحديات أمام الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة.
ويرى المسؤولون أن الدعم الإيراني لسوريا حيوي بالنسبة لحكومة الأسد، فإلى جانب نقل الأسلحة والذخيرة إلى سوريا، يرسل فيلق القدس إلى سوريا المدربين والمستشارين، وفي بعض الأحيان يكونون متخفين كحجاج وسياح ورجال أعمال.
وقد أثار نقل الأسلحة عبر الرحلات الجوية مخاوف المسؤولين الأميركيين بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث يفتقد العراق إلى قوة جوية فاعلة؛ فقواته الحالية غير قادرة على تعزيز سيطرتها على مجالها الجوي، وهو ما دفع إيران إلى استغلاله لنقل الأسلحة إلى سوريا.
وكان المسؤولون العراقيون قد أقنعوا الإيرانيين إثر ضغوط أميركية بوقف الرحلات أثناء استعداد العراق لاستضافة القمة العربية في بغداد في مارس (آذار). وفي أعقاب الاجتماع اتصل الرئيس أوباما بنوري المالكي في الثالث من أبريل (نيسان) وأكد له على ضرورة وقف الرحلات الجوية. بيد أنه بعد وقوع تفجيرات دمشق في يوليو (تموز) التي أودت بحياة أعضاء بارزين في حكومة الأسد استأنفت الرحلات الجوية. وأثار جوزيف بايدن، نائب الرئيس، المخاوف الأميركية بشأن الرحلات في السابع عشر من أغسطس (آب) خلال محادثة هاتفية مع المالكي. وهو نفس ما فعله دينيس ماكدونو، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، الذي التقى المالكي في بغداد في أكتوبر من العام الحالي.
وعندما ذكر ماكدونو للمالكي أن الطائرة جرى تفتيشها خلال عودتها إلى إيران، رد المالكي بأنه لم يكن على علم بأن التفتيش جرى بهذه الطريقة، بحسب رواية أحد المسؤولين الأميركيين الذين حضروا الاجتماع.
وتتوافر في الوقت ذاته أدله على حدوث «تنسيق» بين المسؤولين الإيرانيين والعراقيين بشأن التفتيش، بحسب تقييمات استخبارية. ويشير تقرير استخباراتي أميركي إلى أن قاسم سليماني (قائد قوة فيلق القدس) أمر بأن يتم تحميل طائرة بمساعدات إنسانية فقط إلى سوريا، ثم جرى تفتيش الطائرة لاحقا عندما طلب منها الهبوط في العراق في 27 أكتوبر.
وتتركز الكثير من مخاوف الاستخبارات الأميركية على مثل هذا «التنسيق» من جانب هادي العامري، وزير النقل العراقي، الذي يعتقد أنه وثيق الصلة بالإيرانيين، وكان من بين الوفد العراقي الذي زار واشنطن العام الماضي. لكن العامري قال «هذا غير صحيح. نحن دولة مستقلة وموقفنا واضح. ونحن سنفتش أي طائرة نرغب، متى شئنا، ولن نتقلى أوامر».
ويقول ناصر بندر، رئيس مجلس الطيران المدني في العراق، إنه لا توجد أدلة على أن المسؤولين العراقيين أبلغوا الإيرانيين. وقال مضيفا إن العراقيين قاموا بتفتيش رحلتين إيرانيتين فقط بسبب تكلفة الوقود «لدينا أوامر بتفتيش أي طائرة نحمل شكوكا تجاهها، لكن الطائرات التي فتشناها كانت تحمل فقط إمدادات طبية وملابس. لا يمكننا تفتيش كل الطائرات الإيرانية لأن هناك الكثير من الطائرات المتجهة إلى سوريا. ستكون تلك خسارة كبيرة للمال، لأن كل طائرة تهبط سيتوجب علينا إعادة تزويدها بالوقود». بيد أنه في أكتوبر تجاهلت طائرة إيرانية طلبا عراقيا بالهبوط، بحسب تقارير استخبارية أميركية، ربما لأن الإيرانيين لا يرغبون في تفتيش حمولة الطائرة.
وأثار موقف العراق قلق أعضاء الكونغرس، بما في ذلك السيناتور جون كيري، الذي يتوقع أن يرأس وزارة الخارجية خلفا لهيلاري كلينتون. وقال كيري في مقابلة معه في سبتمبر «لو ناشد الكثيرون الحكومة التوقف وبدا أن ذلك لا تأثير له، فإن ذلك يزعجني قليلا، ويبدو أنه يرسل بإشارة إلى أنه ربما ينبغي أن نجعل بعض مساعداتنا أو بعضا من دعمنا الطارئ بناء على نوعية الرد الملائم».
ما يجري الآن في مواقع الأسلحة الكيماوية السورية، الذي تحدث عنه مسؤولون أميركيون وأوروبيون وإسرائيليون، يشكل تحديا إضافيا بالنسبة للغرب. فقد أكد مسؤول أميركي بارز أول من أمس السبت أن الاستخبارات الأميركية والغربية اكتشفت خلال اليومين أو الأيام الثلاثة الماضية أن الجيش السوري كان ينفذ بعض الأنشطة ببعض مخزونه من الأسلحة الكيماوية. وكانت الولايات المتحدة قد كثفت منذ بداية الأزمة في سوريا من عملية التنصت والمراقبة الإلكترونية للأنشطة التي تمارس في هذه المواقع.
* خدمة «نيويورك تايمز»