حائط عراقي -بقلم: علي ساجت الفتلاوي : لايبدو أن حکومة نوري المالکي يروق لها أن ينعم سکان ليبرتي بالامن و الاستقرار و الهدوء و الشعور بالطمأنينة، خصوصا وانها تخضع و بصورة تلقائية للأوامر و الطلبات الواردة من جانب نظام الملالي في طهران.
عملية إخلاء معسکر أشرف و التي جاءت بالاساس تلبية و تنفيذا لرغبات و أهواء النظام الايراني، على الرغم من کل الصعوبات و العراقيل التي إعترضتها و التي کانت جميعها من صنع و إختلاق نظام الملالي نفسه، لکنه و مع ذلك فقد أثبت سکان أشرف إلتزامهم بتعداتهم و تنفيذ وعودهم، ولذلك فإنهم و بعد أن کانوا قد شيدوا معسکر أشرف بعرق جبينهم و بأموالهم الخاصة،
وبعد أن قضوا سنوات طوال هناك، غادروه إلتزاما بتعهداتهم و لک يسدوا الطريق أمام دسائس و أحابيل و فتن الملالي، غير أن إنتقال معظم سکان أشرف الى مخيم ليبرتي، لم يرق في النهاية للنظام الايراني خصوصا وانه يريد دائما إظهار سکان أشرف بأنهم أناس فوضيون و لايمکن أن يلتزموا بأي إتفاق او موقف يتعهدون به، ومن هنا فإن إستمرار ضغوطات الحکومة العراقية و تشديدها و تضييقها الخناق على مخيم ليبرتي يأتي في واقع الامر إستمرار لنفس نهجها السابق الذي تمت صياغته من قبل نظام الملالي نفسه.
خلال الاسابيع الماضية، وبعد أن ان تم إنتقال معظم سکان أشرف ماعدا 100 فرد بقوا في أشرف من أجل تصفية الاموال غير المنقولة و الممتلکات الخاصة بالسکان هناك وهو مايعني إيفاء السکان بإلتزامهم بتنفيذ کافة متعلقات بنود مذکرة التفاهم الخاصة بالحل السلمي لقضية أشرف و المتعلقة بهم، وفي الوقت الذي تم فيه شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب، فإن السلطات العراقية و تنفيذا لأهواء و نزوات و ميول ملالي طهران، تتصرف وکأن شيئا لم يتغير من الامر و تتعامل مع سکان مخيم ليبرتي بنفس المنطق التعسفي و القمعي و اللاإنساني الذي کانت تتعاطى به في معسکر أشرف، بل وانها تصر على إعتبارهم إرهابيين على الرغم من خروج المنظمة من قائمة الارهاب و إعتراف المجتمع الدولي بذلك، وان هذا التصرف الشاذ و غير المفهوم لحکومة نوري المالکي لايمکن تفسير‌ه أبدا إلا بالذيلية و التبعية غير المبررة و المقبولة لنظام الملالي المکروه و الممقوت إقليميا و دوليا.
ان منع دخول عجلات محملة بالمواد الغذائية و آلات و مواد أخرى لمخيم ليبرتي ولاسيما المتعلقة بأفراد مجروحين و معوقين، يؤکد أن الحصار على ليبرتي مازال مستمرا و لم يتغير شئ حتى بعد أن إکتمل نقل کل أفراد معسکر أشرف الى المخيم، والاغرب من ذلك أن السيد مارتن کوبلر ممثل الامين العام للأمم المتحدة و الذي يتابع تنفيذ مذکرة التفاهم منذ توقيعها و حتى اليوم، مازال يلتزم موقف الصمت ازاء کل هذا الظلم و الاجحاف الذي يجري بحق سکان ليبرتي و هو موقف سيکون له تبعاته و تداعياته مستقبلا.
بقلم : علي ساجت الفتلاوي
