الصباح الفلسطينيه- محمد حسين المياحي: منذ أن أصبح خامنئي مرشدا للنظام الايراني خلفا للخميني، واجه نظامه الکثير من التحديات و التهديدات، لکن معظمها لم تصل الى درجة تهديد أمن و إستقرار النظام و قطع طرق العودة کما هو الحال مع الازمة الحالية التي تهز النظام و تجعله في مهب الريح.
خامنئي الذي صوره النظام على أنه رجل حدي و مقاتل عنيد في سبيل نظام ولاية الفقيه، شکلت إنتفاضتي الشعب الايراني عام 2009 و 2011، أکبر تحديين له و کادا أن يمهدان لإسقاطه لولا تدارکه الامر و إتباعه خطة بالغة الخبث و القذارة تمکن بواسطتها من الالتفاف على الانتفاضتين و إجهاضهما،
أما معضلة معسکر أشرف التي کانت الشغل الشاغل لخامنئي منذ الاحتلال الامريکي للعراق بمبارکة و مشارکة ضمنية للنظام الايراني، فقد حاول خامنئي جاهدا القضاء على هذا السکان و غلقه للتأثيرات الکبيرة التي کان يعکسها على الشارع الايراني، لکن الذي جرى أن خامنئي لم يستطع و على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلها و کل تلك التهديدات التي أطلقها تحقيق الهدف الاساسي الذي يسعى إليه و الانکى من ذلك ان زعيمة المقاومة الايرانية السيدة مريم رجوي تمکنت و بحذاقة ملفتة للنظر من إدارة الصراع غير المتکافئ مع شخص خامنئي نفسه و نجحت في إخراج قضية معسکر أشرف من المساحة و الحيز الضيق الذي کانت محصورة فيه و تمکنت من منحه بعدا و عمقا دوليا عبر التوقيع على مذکرة التفاهم الخاصة بالحل السلمي لمعسکر أشرف بين منظمة الامم المتحدة و الحکومة العراقية، وهو ماأدى في النهاية الى نصر مؤزر للمقاومة الايرانية و لدبلوماسية السيدة رجوي بشطب منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب وهو مايمکن إعتباره هزيمة فاضحة و لطمة موجعة و محکمة بوجه شخص مرشد النظام و اسلوب إدارته للصراع ضد سکان معسکر أشرف و مخيم ليبرتي.
الملف النووي الايراني، واحدة من أهم و أخطر الملفات الحساسة الساخنة التي يمکن إعتبارها بمثابة الرکيزة و المحور الاساسي الذي يعتمد عليه مشروع نظام ولاية الفقيه بحد ذاته، لکن هذا الملف الذي حاول النظام و بمختلف الطرق جعله سريا، قصمت المقاومة الايرانية ظهر النظام عندما فضحت مخطط الملالي و کشفت معلومات مذهلة عن البرنامج النووي، وهو ماأدى الى أخذ و رد مع المجتمع الدولي حتى وصل الامر الى حد فرض العقوبات النفطية من جانب الاتحاد الاوربي على النظام و التي هناك سعي لتوسيعها کي تصبح عقوبات إقتصادية شاملة نوعا ما، وبديهي أن النظام وبحکم تعرضه لهزتين شعبيتين عنيفتين في 2009 و 2011، و العقوبات النفطية المفروضة عليه، و شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب و التي حاول النظام و منذ 15 عاما کذبا و زيفا تشويه و تحريف نضالها العادل ضد الاستبداد بإلصاق تهمة الارهاب بها، وهو ما أحرج النظام أمام العالم کله و قبل ذلك أمام الشعب الايراني و وضعه في زاوية ضيقة جدا، ولذلك لم يکن من الغريب أبدا أن يکون الفاصل الزمني بين صدور قرار شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب و بين ازمة الهبوط المروع للريال بضعة أيام فقط، وهي الازمة التي أدت الى إنتفاضة سوق طهران”الذي کان محسوبا على الملالي” نفسها بوجه النظام، وعندما نلاحظ الخطاب الذي ألقاه خامنئي في مدينة بجنورد فإن طابع التبرير المفتعل يکاد أن يطغي عليه بل وان سعيه هذه المرة للتشکيك بالغرب و المجتمع الدولي و إظهار قوة نظامه قد کان مفعما بالخيبة و الاحباط و العجز لأن الشعب الايراني قد إکتشف حقيقة و واقع هذا النظام عندما فشل على الجانبين السياسي و الاقتصادي و جعل البلاد کلها على شفير هاوية سحيقة و على أعتاب حرب طاحنة لاجدوى من ورائها سوى الخراب و الدمار، وان خامنئي قد صار اليوم على المحك و ليس أمامه من طريق سوى الاستسلام و الاعتراف بالهزيمة کسيده و استاذه الخميني او الاستمرار لکي يسحق هو و نظامه!