(صوت العراق) – علاء کامل شبيب: أکثر التقارير حيادية و إستقلالية، تؤکد على أن الاقتصاد الايراني يمر بواحدة من أحرج و أصعب بل وحتى أخطر مراحله، وفي الوقت الذي تؤکد فيه اوساط إقتصادية تابعة للنظام نفسه على قتامة و وخامة الاوضاع و تستعد لإلقاء تبعات الامور على کبش فداء مخصص لذلك، فإن تقديرات هذه الاوساط أيضا کافية لکي تضع الباحث و المراقب على بينة من الاوضاع المزرية و الازمة التي لم يعد بوسع النظام حلها أبدا.
النظام الايراني الذي يحکم بقبضته الحديدية على زمام الامور بواسطة القوات المسلحة و الاجهزة الامنية التابعة له، قام و يقوم”ومنذ الايام الاولى لمصادرته للثورة الايرانية” بدعم هذين القطاعين بصورة متميزة و مختلفة تمام الاختلاف عن باقي القطاعات الاخرى، والاغرب من ذلك أن هذا النظام قد مثل قطاع النفط، وقد أراد النظام من وراء ذلك ربط مصير القوات المسلحة الايرانية و الاجهزة الامنية بمصيره.
شطب منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من قائمة الارهاب الامريکية، و الازمة الحادة للإقتصاد الايراني و التي تجسدت بالهبوط الاستثنائي لقيمة الريال الايراني و الانکسارات و الخسائر الفادحة التي لحقت بالاقتصاد الايراني مما جعلته على حافة السقوط، خصوصا بعد عدم مقدرة النظام على دفع رواتب قطاعات کبيرة من الموظفين و العمال، يمنح المشهد الايراني و خصوصا عمقه الاجتماعي لونا قاتما و کئيبا ينذر بالشؤم على النظام.
ملالي إيران و عشية محاولاتهم البائسة و المستميتة لإمتصاص تأثيرات هذه الازمة الاقتصادية الوخيمة عليهم، يسعون لتقديم کبش فداء من أجل تبرير الازمة، ويبدو أن مسلسل الصراع بين أجنحة النظام قد تحسم قريبا لغير صالح أحمدي نجاد مما يمکن من خلال ذلك التنبؤ بأنه سيصبح کبش الفداء المنتظر.
المشکلة ليست في تقديم کبش فداء او أي تبرير او تسويغ آخر للأزمة الاقتصادية الطاحنة، بل انها في القوات المسلحة و الاجهزة الامنية اللتان تشکلان معا الدعامتان الاساسيتان لبقائه و استمراره في الحکم، إذ أن استمرار الازمة الاقتصادية و عدم وجود حل شاف و حاسم لها سيجعل من الصعب جدا على النظام الاستمرار في توفير الدعم المادي السابق لهذين الجهازين الحساسين و المهمين بالنسبة للنظام مما يعني بالضرورة تراخي قبضته عليهما و مالذلك الامر من تداعيات و تأثيرات مهمة جدا على الاوضاع في إيران خصوصا فيما لو حدثت أية إضطرابات او تظاهرات حيث ستکون کالنار التي تندلع في کومة قش!