الخميس, 10 أكتوبر 2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيدهالازمة أکبر من سقوط الريال

الازمة أکبر من سقوط الريال

الكاردنيالة – كتب بواسطة: علاء کامل شبيب : الازمة الاقتصادية الطاحنة التي يعاني منها النظام الايراني و التي بلغت مستويات قياسية غير مسبوقة، تلقي بظلالها و بقوة على الاوضاع في إيران و ترسم خطوطا و مؤشرات بيانية بالغة السلبية بحيث جعلت إيران ذلك البلد النفطي و الزراعي و الممتلك لإمکانيات هائلة يقاس ببلد متخلف کزيمبابوي.

بموجب التقييم الاخير للبنك الدولي، فإن نمو إقتصاد إيران 17 تحت الصفر، أما التضخم و بالاستناد الى تقارير رسمية من النظام نفسه، قد صارت في حدود 22%، وهي أعلى نسبة في الشرق الاوسط کله، رغم أن اوساطا إقتصادية مستقلة تقيم نسبة التضخم و بناءا على مؤشرات و دلائل متباينة الى 50%، حيث لايوجد بلد في العالم بهکذا وضعية سوى زيمبابوي فقط.
هبوط سعر الريال الى مايقارب النصف و تلك الهزة العنيفة التي حدثت من ورائها في طهران على وجه الخصوص، کان أمرا متوقعا بالکامل خصوصا وانه ليس هناك من مؤشر إيجابي واحد في هذا البلد المشبع بالازمات و المشاکل الحادة و على مختلف المستويات، وتجلت أخطر مؤشراتها في سعي التجار للهروب برؤوس أموالهم من إيران لعدم ثقتهم بالمستقبل في بلادهم، يضاف الى ذلك أن نسبة البطالة قد بلغت حدود 13% بإعتراف مؤسسات النظام ذاته في حين یؤکد اوساط محايدة بأنها تجاوزت 30%، أما سعر الغاز السائل و استخدامه اساسي للعوائل الايرانية، فقد بلغ عشرة أضعاف، أما سعر الکهرباء فقد بلغ سبعة أضعاف و المازوت 21 ضعفا و البنزين 4 أضعاف، هذا مع تفشي حالات سلبية في الاوساط الاجتماعية الايرانية من زيادة نسبة الطلاق و زيادة مريعة في نسبة العزاب من کلا الجنسين، و إزدياد الاقبال على المواد المخدرة بوتائر غير مسبوقة، يضاف الى ذلك شبح الحرب المخيم على البلاد و التأثيرات السلبية للعقوبات النفطية للإتحاد الاوربي و المفترق الخطير الذي دخله الملف النووي للنظام، کل هذا و غيره يمنح أکثر من مبرر ليس لهبوط آخر للريال وانما سقوط الاقتصاد الايراني کله و تهاويه أمام کل هذه المشاکل و الازمات العويصة التي تنخر ببنيان النظام و تفتح فيه ثغرات و هوات لايمکن أبدا ردمها من دون تغيير النظام نفسه.
النظام الايراني الذي حاول و يحاول الإيحاء بقوته و ثباته و تماسکه و     قدرته على التصدي للتحديات الداخلية و الاقليمي و الدولية المحدقة به، يبدو الان في حالة يرثى لها خصوصا وان الصراع الداخلي بين أجنحة النظام قد بلغت ذروتها حيث يسعى کل جناح لإلقاء تبعات الاوضاع المزرية التي آلت إليها البلاد بعاتق جناح آخر، ويبدو أن هناك نوع من التوجه لتعليق کل المشاکل و الازمات على شماعة أحمدي نجاد الذي يتصدى هو الاخر بقوة لهذا التوجه و يريد أن يدلي بدلوه و يسکب بجام سخطه و غضبه على الاجنحة الاخرى و خصوصا جناح خامنئي نفسه بالاضافة الى جناح لاريجاني رئيس مجلس شورى النظام.
في هذا الخضم، من حق المراقب و المتتبع أن يتسائل: أين صار التيار الاخضر؟ ولماذا لايتحرك في ظل هکذا ظروف مشجعة من کل النواحي؟ وإذا ماتحجج البعض بأن زعيمي التيار أي کروبي و موسوي تحت الاقامة الجبرية، فإننا نقول أن التأريخ الحديث و المعاصر قدم نماذج کثيرن لحرکات و تنظيمات سياسية معارضة کان قادتها في السجون و المعتقلات لکنها رغم ذلك تحرکت و اسقطت النظام القائم بل وان منظمة مجاهدي خلق بحد ذاتها يمکن إعتبارها مثلا حيا من الواقع الايراني نفسه، إذ انه وفي الوقت الذي کان زعيم المنظمة مسعود رجوي في سجون الشاه فإن المنظمة کانت تخوض نضالا ضاريا و نجحت مع قوى الشعب الاخرى في اسقاط الشاه و تحرير زعيمها، کما أن الرئيس نيلسون مانديلا هو الاخر نموذج حي بالاضافة الى أمثلة أخرى لامجال لحصرها، لکن المشکلة برأينا لاتتعلق بزعامة التيار الاخضر و انما بجدوى و أهمية و ماهية التيار نفسه الذي جاء اساسا من أجل تجميل وجه النظام القبيح و القيام بسيناريو محدد في سبيل ذر الرماد في الاعين، وأن الاوضاع الحالية تؤکد بأن هذا التيار لم يکن جادا في إسقاط النظام أبدا لأنه جاء من رحم النظام و يتصرف و يتعامل بعقليته و منطقه الفج، ولذلك فإن الانظار کلها تتوجه اليوم صوب المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و خصوصا بعد أن تم شطب منظمة مجاهدي خلق”العصب الرئيسي في المجلس المذکور”، من قائمة الارهاب الامريکية، و ان تزامن عملية الشطب مع هذه المتغيرات تعطي ثمة إنطباعا و تصورا خاصا بصدد المشهد الايراني و آفاقه و إحتمالاته المستقبلية وهو مايشکل الصداع الاکبر و الخطر الداهم المحدق بالنظام خصوصا وان هذه المنظمة أثبتت عمليا و على أرض الواقع من أنها لن تقبل بأنصاف الحلول و المساومات وانما تجعل خيارها دائما في عملية الحسم.