سيدي الامين العام للأمم المتحدة بان کي مون
تراودني الشکوك في أن تصلك رسالتي هذه، لکنني رغم ذلك أجد نفسي تواقة لکي أبعث لك برسالتي الخاصة هذه و الامل يراودني بأنك ستمنح شيئا من وقتك لقراءة رسالتي هذه و التمعن فيها قبل أن تطأ قدماك طهران.
سيدي المبجل!
أنا کاتب عراقي متواضع وضع قلمه في خدمة القضايا الانسانية بصورة عامة و في خدمة قضية الشعب الايراني بصورة خاصة، و تجاوز الحدود المألوفة في دعمه و مساندته لقضية الشعب الايراني و مقارعته لأعتى و أشرس نظام دکتاتوري عرفته البشرية منذ فجر التأريخ، لاأخفي عنك بأنني قد إستبشرت و فرحت يوم سماعي بتنصيبکم أمينا عاما للأمم المتحدة و توسمت فيکم خيرا، وتيقنت من أنکم ستقفون بلا هوادة الى جانب و صف الشعب الايراني في نضاله المستميت ضد الدکتاتورية الدينية القائمة في إيران من أجل تحقيق مستقبل أفضل لهذا الشعب النبيل و العريق الذي قاسى الامرين في ظل هذا النظام الدموي الاستبدادي الذي يرزخ على صدر الشعب الايراني منذ أکثر من ثلاثة عقود، ومازلت أتوسم فيکم هذا الامر و أرجو أن لايخيب ظني بکم.
سيدي الامين العام لمنظمة يفترض أن تدافع عن کل ماهو انساني و واقعي!
قرأت عن نيتکم بالقيام بزيارة لإيران على خلفية إستضافتها المزمعة لمؤتمر دول عدم الانحياز القادم في طهران، ولاريب من أنکم و بحکم موقعکم و درايتکم بمجريات الامور و الاوضاع في مختلف مناطق العالم، تملکون رؤية خاصة عن الذي يجري حاليا في إيران في ظل هذا النظام القمعي الذي و بسبب منه يعيش أكثر من 80% تحت خط الفقر، ناهيك عن مشاکل تتعلق بإستفحال أزمات سياسية و إقتصادية و إجتماعية، بالاضافة الى أن الشعب الايراني يعاني قبل ذلك برمته يعان من مشکلة مستفحلة تتعلق بحريته و حقوقه الاساسية التي حرم منها بفعل هذا النظام القمعي القائم، الذي صادر کل ماهو أساسي و جوهري لکي يحافظ على بنيان نظامه القمعي الاستبدادي.
انني يا سيادة الامين العام، لست أملك أية سلطة او إرادة لکي أمنعکم عن هذه الزيارة التي لاتصب في خطوطها العامة بمصلحة الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم، لکنني أتوسم فيکم أن تنتبهوا بحذاقة لکي لايستغل هذا النظام زيارتکم من أجل توظيفه في خدمة أهدافه و أجندته السياسية المشبوهة.
سيدي الامين العام للأمم المتحدة!
النظام الايراني الذي صادر الحريات الاساسية للشعب الايراني و هو من الانظمة التي لها سجل حافل في حملات الاعدام، و وجهت له أکثر من 60 إدانة دولية بخصوص إنتهاك حقوق الانسان و حرياته الاساسية في إيران، هکذا نظام ليس من حقه أبدا عقد مؤتمر خاص بدول عدم الانحياز و خصوصا وانه إنحاز و ينحاز لکل ماهو شرير و عدواني و مسئ لشعوب و دول المنطقة، وفي الوقت الذي کان الشعب الايراني ينتظر فيه مواقفا حاسمة و حازمة من جانب المجتمع الدولي بصورة عامة و منظمة الامم المتحدة بصورة خاصة، فإن نبأ عقد مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران يمکن إعتباره بمثابة صدمة و مفاجأة غير سارة لهذا الشعب، وان المطلوب منکم يا سيادة الامين العام بحکم منصبکم أن تبادروا الى إتخاذ موقف واضح و جلي من هذا النظام و ان تطالبونه بالکف عن سياساته التعسفية و القمعية ضد الشعب الايراني و الکف عن حملات الاعدام الوحشية ضد أبناء الشعب.