الکاردینیا – سعاد عزيز:
عندما قام النظام الايراني بالعمل من أجل تنفيذ العملية الارهابية الخاصة بتفجير مکان التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس في عام 2018، وذلك بقيادة أسدالله أسدي، السکرتير الثالث في سفارة النظام في النمسا، فإن تلك المحاولة قد أثبتت بأن منظمة مجاهدي خلق، تشکل خطرا وتهديدا وجوديا للنظام، مع ملاحظة إن هذه العملية قد جاءت بعد أن تعهد النظام لبلدان الاتحاد الاوربي بإيقاف نشاطاته الارهابية فيها في مقابل عدم ملاحقة عناصره المتورطة في سلسلة العمليات الارهابية التي حدثت في سويسرا وإيطاليا والنمسا وألمانيا وإستهدفت رموز المعارضة الايرانية وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق، فإن مجازفة ومغامرة النظام الايراني بإقدامه على الشروع في تنفيذ هذه العملية التي تم کشفها فيما بعد من قبل المخابرات الفرنسية والالمانية، قد دلت على الدور والتأثير غير العادي لمجاهدي خلق على مسار الاوضاع في إيران ومن إنها قد أصبحت رقما صعبا جدا في المعادلة الايرانية.
سعي النظام لإرتکاب العملية الارهابية آنفة الذکر، قد جاءت بعد بضعة أشهر على إندلاع إنتفاضة 28 ديسمبر2017 والتي إمتدت للعام 2018، والتي کانت ذات طابع سياسي طالب فيها المنتفضون لإسقاط النظام ولعبت مجاهدي خلق دورا أساسيا في الاعداد والتنفيذ والمشارکة فيها، وکان النظام الايراني يتصور بأنه ومن خلال مساعيه المشبوهة سيتمکن من کبح جماح العمل من أجل إسقاطه ولکن إنتفاضة 15 نوفمبر2019 ومن ثم إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي دامت لستة أشهر، قد أثبتتا للنظام بأن دور وتأثير المنظمة أقوى وأعمق بکثير مما يتصوره والاهم من ذلك إن هذا الدور والتأثير قد أثبت ويثبت حيويته من خلال التحرکات الاحتجاجية الشعبية وکذلك النشاطات المتزايدة لوحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران، وهذا ماجعل النظام يفکر کثيرا في العمل من أجل مواجهة هذه الحالة الصعبة وتدارك الامر قبل أن يفقد زمام السيطرة على الاوضاع.
ولعل أکثر ما يصيب النظام بالخوف والقلق، إنه وحتى بعد أن ساهم بإشعال الحرب في غزة وإمتدادها الى لبنان وتهديدها لأمن المنطقة عموما، وذلك من أجل أن يشغل الشعب الايراني عن مواجهته والانتفاض بوجهه، فإن أي شئ من ذلك لم يحدث بل وحتى على العکس من ذلك ولاسيما إذا ما لاحظنا إنه و في 11 أكتوبر 2024، قال رجل الدين عبادي زاده، إمام صلاة الجمعة وممثل المرشد الاعلى للنظام في بندرعباس: “نحن نخشى أكثر من أن تأتي طائرات العدو وتقصف نقطة ما، نخشى الحرب النفسية داخل البلاد، ونخشى أن يحاول أذنابهم وأنصارهم سحب البلاد نحو الفوضى والاضطراب”، فإنه يشير بوضوح الى خوف النظام من إنفجار برکان الغضب الشعبي ضده وإکتساحه ولذلك فقد بدأ بالعمل من أجل الترويج لأبن الشاه بإعتباره يمثل خطرا على النظام في وقت لم يکن له من أي دور أو تأثير على النظام طوال ال45 عاما المنصرمة بل کان منهمکا في عالم الترف والملذات والانکى من ذلك إنه قد قام خلال العام الماضي بزيارة لإسرائيل، وبإعتقادنا هذا بيت القصيد من وراء ترکيز النظام الايراني عليه إذ يسعى لأن يوحي بأن مجاهدي خلق کمعارضة هي أيضا ترتبط بإسرائيل وهي لعبة مفضوحة من أجل التشکيك بالمنظمة وبالتالي فقدان مصداقيتها المبدأية والوطنية أمام الشعب الايراني وفي النتيجة فإن مهزلة الترويج لعودة لنظام الشاه، ليست سوى مجرد زوبعة أخرى من زوابع النظام الايراني في فناجينه المکسورة!