موقع المجلس:
سلسلة من الاحتجاجات المنسقة شهدتها مخنلف المدن الایرانیة یوم الأربعاء، 16 أكتوبر، في عدة محافظات، حيث تجمع محتجون من مختلف القطاعات، بما في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة، وطلاب الطب، والعاملون في المستشفيات، وضحايا الاحتيال، ومشجعو كرة القدم، للتعبير عن استيائهم من الحكومة. وتعكس هذه الاحتجاجات موجة متزايدة ومتنوعة من السخط الشعبي، حيث ترتفع الدعوات المطالبة بتغييرات جذرية.
ونظم الأشخاص ذوو الإعاقة احتجاجات أمام مكتب الرئاسة في طهران وفي عدة محافظات أخرى، بما في ذلك خراسان رضوي، خوزستان، كرمان، كرمانشاه، سيستان وبلوشستان، أردبيل، وأذربيجان الغربية. وطالب المتظاهرون بالتنفيذ الكامل للمادة 27 من قانون ذوي الإعاقة في مشروع قانون الموازنة لعام 1404الایراني.
ويضمن هذا القانون حصول المواطنين ذوي الإعاقة على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي وفرص العمل، إلا أن الحكومة لم تطبق هذه القوانين بشكل كافٍ حتى الآن. وشدد المحتجون على أن الحكومة يجب أن تخصص موارد كافية في الموازنة الجديدة لضمان حماية حقوق ذوي الإعاقة وتطبيقها.
وبالإضافة إلى احتجاجات الأشخاص ذوي الإعاقة، نظم طلاب الطب من فرع العلوم والبحوث بجامعة طهران احتجاجهم الثاني اليوم، مطالبين بتحسين الظروف التعليمية والمرافق وإصلاحات في المناهج الدراسية. وأعربوا عن استيائهم من الوضع الحالي للتعليم الطبي، داعين إلى تغييرات فورية.
في الوقت ذاته، تجمع مشجعو نادي استقلال لكرة القدم أمام شركة “الخليج الفارسي” في طهران للاحتجاج على سوء الإدارة المالية لفريقهم المحبوب. وطالب المشجعون بالشفافية في مالية النادي ومحاسبة قيادة النادي على الفساد المالي.
وفي زنجان، نظم عمال الخدمات من مستشفيات “ولي عصر” و”موسوي” احتجاجاً أمام جامعة العلوم الطبية بزنجان، مطالبين برفع الأجور وتحسين ظروف العمل. يعاني هؤلاء العمال من تدني الأجور، وتأخير في صرف المستحقات، وانعدام الأمن الوظيفي، وطالبوا السلطات المحلية باتخاذ إجراءات فورية لحل هذه المشكلات.
وفي بوشهر، تظاهر مجموعة من المواطنين الذين تعرضوا للاحتيال في قضية استثمار في السيارات، مطالبين بالعدالة. وكان المحتجون قد استثمروا في شراء سيارات بشكل مسبق ولكن تعرضوا لعملية احتيال، وهم يدعون الحكومة إلى التدخل لمساعدتهم في استرداد خسائرهم المالية.
وبالإضافة إلى هذه الاحتجاجات، أصدرت نقابة المعلمين بياناً يدين فشل الحكومة في معالجة القضايا المزمنة في قطاع التعليم. وسلطت النقابة الضوء على تدني الأجور، وسوء ظروف العمل، وعدم دعم الحكومة للمعلمين، ودعت إلى تحرك وطني لحل هذه المشاكل. وشدد البيان على ضرورة إجراء إصلاحات عاجلة لتحسين ظروف العمل للمعلمين وتحسين البيئة التعليمية للطلاب.
وتعكس الاحتجاجات الواسعة اليوم حالة السخط المتزايدة في صفوف مختلف قطاعات المجتمع الإيراني. يجمع المحتجون من الأشخاص ذوي الإعاقة، والعاملين في المستشفيات، وطلاب الطب، وضحايا الاحتيال، ومشجعي كرة القدم على مطلب واحد: العدالة، وتحسين الحوكمة، وإجراء إصلاحات جوهرية. تعكس هذه الاحتجاجات توافقًا متزايدًا على أن النظام الحالي فشل في تلبية احتياجات الشعب، وأن المحتجين لم يعودوا يرضون بالتغييرات السطحية.