النساء الإيرانيات يناضلن حتى النهاية من أجل الحرية والتحرر
بقلم -نظام مير محمدي:
ما زال المشهد اليومي في إيران مليئًا بالدماء بسبب الإعدامات والقتل ومقارعة النساء التي يمارسها الملالي.
من أجل الحفاظ على هذا النظام العائد إلى القرون الوسطى وفرض أجواء من القمع والتنكيل، يتم توجيه حدة القمع بشكل أساسي نحو النساء.
بدجلٍ وادعاءات سخيفة حول محاربة سوء الحجاب، يواصلون قمع النساء. هدفهم هو تقييد المرأة، ومنعها من الحصول على فرصة للحياة الاجتماعية، وسحق كرامتها الإنسانية من خلال الإهانات اليومية والتحقير.
مقارعة النساء والنظرة السلعوية للمرأة هي الروح الشريرة الكامنة وراء هذه الإجراءات القمعية.
رواية المآسي وقصص القمع المرير للمرأة في ظل حكم الملالي لا تنتهي، ولا يمكن لهذه السطور المختصرة أن تستوعب هذا الظلم الأسود اللا إنساني. لكن الجانب الآخر من القصة هو أن النساء الإيرانيات يفتخرن بمقاومتهن الباهرة ضد أكثر الأنظمة كراهية للنساء في التاريخ؛ لأنهن لم يخضعن أبدًا لظلم الملالي.
النساء اللاتي تحملن على مدى أكثر من أربعة عقود معاناة السجن والتعذيب، ومعاناة النفي والغربة، ولكنهن لم يتخلين عن نضالهن من أجل الحرية والمساواة.
الملالي وحراسهم السياسيون لا يسعون سوى للحفاظ على حكمهم المتزعزع، ويتلاعبون بحقوق النساء الإيرانيات باستخدام المناورات والخداع. إنهم يسحقون حقوق المرأة ويجعلونها أداة في أيديهم. من خلال الشعارات المضللة، يحاولون تشتيت النضال الراديكالي للنساء ضد هذا النظام الإجرامي. لكن النساء الإيرانيات يقظات وواعيات، يعرفن حقوقهن ومكانتهن الحقيقية، ويواجهن مسرحيات الملالي وأعوانهم بغضب وكراهية، ولا يرضين بأقل من إسقاط كامل وشامل لهذا النظام اللاإنساني.
النساء الإيرانيات، بعد قرن من المشاركة النشطة في النضال السياسي والاجتماعي، يقفن الآن في طليعة المقاومة الوطنية.
رسالتي إلى النساء الإيرانيات هي:
أخواتي العزيزات، أينما كنتن في إيران وبغض النظر عن أعماركن وظروفكن، يمكنكن ويجب عليكن أن تؤدين دوركن في هذه المقاومة التحررية.
قمن بأي خطوة ممكنة وبأي طريقة تستطعن القيام بها؛ سواءً من خلال تقديم أي نوع من الدعم للمقاومة أو توجيه أي ضربة للعدو.
إذا كنتن قد شعرتن بجوهر النظام الكاره للنساء بعمق، وإذا لم يكن لديكن أي شك في أن النساء تعرضن أكثر من غيرهن للظلم والقمع، فلا تشككن أيضًا في أنكن، كنساء إيرانيات واعيات وحرائر، تلعبن دورًا حاسمًا في إسقاط هذا النظام اللا إنساني. أنتن اللواتي ترغبن في إنهاء ظلم الملالي، أنتن اللواتي تتطلعن إلى التحرر من القيود والإذلال اليومي، أنتن اللواتي تسعين لبناء مجتمع حرّ بنساء ورجال متحررين.
أقدّر مقاومتكن الشاملة ضد حراس الظلام والفساد، أدعوكن للانضمام إلى الصفوف الأمامية لهذه المعركة. هذا هو مكانكن الحقيقي. عندها ستستخدمن كل قوتكن وقدراتكن ضد هذا النظام الكاره للنساء، وتحطمن أسطورة ضعف المرأة، وتدخلن عالم الحرية الجديد. سترون كيف أن البشر، سواءً كانوا رجالًا أو نساءً، يمتلكون قدرات هائلة مكبوتة من قبل الرجعيين، ولكن عندما تزدهر هذه القدرات، تكون رائعة وجميلة. وبالاعتماد عليها، يمكن تجاوز أي عقبة، وحتى النظام الدموي للملالي يمكن إزالته من طريق حرية الشعب.
أريد أن أتحدث عن التحدي الذي تواجهنه، وهو الشك في دوركن الجوهري والحقيقي.
إياكن أن تقللن من أهمية دوركن وكفاءتكن. لا تفكرن أبداً أنكن غير قادرات على فعل شيء. المسألة ليست في ما يمتلكه كل فرد من قدرات أو ضعف، بل السؤال الأساسي الذي يجب الإجابة عنه هو: هل المشاركة في إسقاط هذا النظام الفاسد واجب على كل الشعب وكل القوى الواعية أم لا؟
لا شك أنكن تتحملن دوركن ومسؤوليتكن في هذا الصدد، ويمكنكن ويجب عليكن أن تتولين هذا الدور في ميدان النضال التحرري.
كنّ على يقين وثقة بأنه لا أحد يمكنه أن يمنع تحرير امرأة قررت أن تعيش حرة؛ حرة من كل القيود التي نعرفها جيدًا. أنتن لستن وحيدات في هذا الطريق، فأخواتكن في المقاومة الإيرانية، النساء البطلات اللواتي تغلبن على عالم العجز والضعف، يتحملن الآن مسؤوليات رئيسية وقيادية في هذه المقاومة بكل جدارة، وهنَّ أفضل دعم لكن.
اقتباس من كلمة السیدة مريم رجوي تحت عنوان “رسالة إلى نساء إيران” 2 مارس 1998
المصدر: موقع مريم رجوي