موقع المجلس:
خلال تقرير حديث صادر عن وكالة أنباء “تجارت” الحكومية، تم الکشف عن إحصائيات مثيرة للقلق فيما يتعلق بسلامة عمال البناء في إيران. واستنادًا إلى بيانات رسمية، يذكر التقرير أن ما يقرب من ستة عمال بناء يموتون كل يوم بسبب حوادث في مكان العمل، ومعظمها ناجمة عن ظروف عمل غير آمنة. وتنجم هذه الحوادث في المقام الأول عن السقوط من المرتفعات، والصعق بالكهرباء، وانهيار المباني، وكلها نتيجة لعدم وجود معايير السلامة والتدريب المناسبين.
إن الواقع القاتم لهؤلاء العمال يتفاقم بسبب افتقار العديد منهم إلى الحماية الأساسية، مثل التأمين. ووفقًا للتقرير، لا يزال أكثر من 500 ألف عامل بناء على قائمة الانتظار للحصول على تغطية الضمان الاجتماعي، ويموت الكثير منهم بشكل مأساوي قبل أن يحصلوا عليها.
وحذر أكبر شوكت، رئيس نقابة عمال البناء في إيران، من انخفاض الموارد المخصصة لتأمين العمال، مستشهدًا بتوجيه حديث من وزارة الداخلية. “بسبب خفض الأموال، تتجنب الضمان الاجتماعي مسؤوليتها عن تأمين عمال البناء، وتصرح بأنها لن تغطي إلا ما تسمح به ميزانيتها”، كما قال في مقابلة مع وكالة أنباء العمال الإيرانية.
وأعرب شوكت عن إحباطه من الحواجز المستمرة التي يواجهها العمال، مشيرًا إلى “أننا عالقون بين المطالب المفرطة للمقاولين والدعم الذي يتلقونه من المسؤولين”. وقد أدت التوجيهات الأخيرة إلى تقليص الأموال المخصصة لتأمين العمال، مما أدى إلى تفاقم الوضع.
وقد أبرز الانفجار الذي وقع في طبس، والذي أسفر عن مقتل 52 عاملًا، هذا التجاهل المتزايد لسلامة العمال وحقوقهم بشكل مأساوي. وعلى الرغم من هذه الحوادث المزعجة، يواصل عمال البناء العمل في ظروف خطيرة مع القليل من الدعم أو بدونه. يبلغ الحد الأدنى للأجور الشهرية للعمال في إيران حوالي 11 مليون تومان، في حين تتجاوز تكلفة المعيشة في المدن الكبرى 30 مليون تومان، مما يدفع العديد من العمال إلى ضائقة مالية.
وعلى مر السنين، نظم العمال الإيرانيون إضرابات و احتجاجات متعددة، مطالبين بأجور عادلة، ومدفوعات في الوقت المناسب، والتأمين. ومع ذلك، قوبلت جهودهم بالإهمال المنهجي، حيث لا تزال القضايا النظامية تؤثر على القطاع، مما يجعل العمال عرضة للخطر وغير محميين.