صورة لاحراق محطة وقود في طهران-
صوت العراق – محمد حسين المياحي:
لئن کان هناك ترکيز ملفت للنظر على الاحداث والتطورات الجارية في المنطقة من زاوية الدور المشبوه للنظام الايراني فيها، ومع کل تلك الضجة والصخب الذي حاول هذا النظام إثارته بعد هجمته الصاروخية الاخيرة على إسرائيل وتهويلها، لکن ذلك لم يصل الى الحد الذي يجعله في مستوى هذا التطورات الخطيرة ولاسيما وإن ميزان القوى في غير صالحه الى جانب إن بلدان العالمين العربي والاسلامي لا تنظران بعين الراحة والاطمئنان الى الدور المشبوه الذي لعبه ويلعبه في المنطقة وبشکل خاص من حيث إثارته للحروب وتدخلاته المريبة في بلدان بالمنطقة.
منذ الاعوام الاولى على تأسيسه، دأب هذا النظام على العمل من أجل تصدير التطرف والارهاب وتأسيس الاحزاب والميليشيات والشبکات الارهابية، وخصوصا بعد أن صارت آثار بصماته واضحة جدا في إحداث الفوضى والعبث في لبنان والعراق وسوريا واليمن وجعله هذه البلدان من أسوء بلدان المنطقة من کافة النواحي، وبقدر ما کانت ولازالت الآثار والنتائج السلبية لهذه التدخلات تنعکس سلبا على شعوب هذه البلدان الاربعة فإنها تنعکس أيضا وبسلبية بالغة على الشعب الايراني الذي يواجه أوضاعا إقتصادية وإجتماعية صعبة جدا من جراء العقوبات والعزلة الدولية.
مراهنة النظام الايراني على نهج يعتمد على قمع الشعب الايراني وإجباره على الرضوخ لنهج وسياسات لا تراعي بالمرة مصالح وإعتبارات الشعب الايراني، کما يعتمد أيضا على التدخلات في المنطقة من خلال تصدير التطرف والارهاب إليها وإثارة الحروب والازمات فيها، هي مراهنة أثبتت ليس فشلها فقط بل وحتى عقمها، وليس هذا فقط بل إن آثارها وتبعاتها باتت ترتد سلبا على النظام، إذ إنه وعلى مستوى بلدان المنطقة، فإن الشعارات البراقة لهذا النظام بشئ نصرة الشعوب من الدکتاتورية ونصرة القضية الفلسطينية، لم تعد تنطلي على أحد إذ أن هدف هذا النظام کان ولازال من أجل أن يضمن نجاح مشروعه المشبوه في المنطقة وإخضاعها لنفوذه وجعلها ورقة ضغط بيده للمساومة والابتزاز.
في داخل إيران، ليس هناك من يمکنه أبدا القول بأن النظام آمن وإن الشعب الايراني راض عنه وليست هناك من أية معارضة قائمة ضده، فالنظام وبعد سلسلة الانتفاضات الوطنية الايرانية والتي کان آخرها وليس أخيرها إنتفاضة 16 سبتمبر2022، يعيش حالة من الخوف والقلق ولاسيما وإن مشاعر الرفض والکراهية الشعبية ضده تتعاظم يوما وبعد يوم في حين إن المعارضة الفعالة المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية يواصل دوره وتأثيره داخليا من حيث التصدي ومواجهة النظام في سائر أرجاء إيران، فإنه يقوم أيضا بنشاطاته السياسية الفعالة بإتجاه فضح هذا النظام وکشف ماهيته العدوانية للعالم، ومن نافلة القول بأن النظام الايراني يواجه أسوء أوضاعه داخليا وإقليميا وإن معظم المٶشرات تٶکد بأنه سائر بحو الهاوية!