الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
مثلما عقد الملا خامنئي الآمال على السفاح ابراهيم رئيسي عند تنصيبه کرئيس للنظام، فإنه سعى أيضا لعقد نفس الامال على مسعود بزشکيان، ولاسيما وإن الاخير قد تجاوز الحدود في تملقه وريائه لخامنئي، وحتى إن ذهابه الى نيويورك من أجل المشارکة في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وعقد إجتماعات على هامش ذلك من أجل إيجاد مخرج للنظام لتخفيف من وطأة العقوبات الدولية، لکن الذي صدم النظام قبل بزشکيان، هو ما کان ينتظره من تظاهرة حاشدة للإيرانيين ضد هذه الزيارة وضد النظام وجرائمه، وهذه التظاهرة تمکنت من خطف الاضواء من بزشکيان أظهرته کممثل لدکتاتور أرعن وليس للشعب الايراني، خصوصا وإن شخصيات سياسية أمريکية مرموقة ألقت خطب أمام هذه التظاهرة وهاجمت اليارة والنظام ودعت المجتمع الدولي لإدانة وفضح هذا النظام.
لکن الملفت للنظر، إن بزشکيان والوفد المرافق له والذين بذلوا أقصى ما في وسعهم من أجل إستجداء المجتمع الدولي ودول العالم في سبيل تخفيف الضغط الدولي على النظام، لم يتمکنوا من تحقيق أية نتيجة ملموسة بل وحتى صارت هناك أکثر من مٶشر على فشل هد الزيارة مسبقا وعدم تمکنها من تحقيق الاهداف المعقودة عليها ولاسيما من جانب الملا خامنئي.
مهاجمة وسائل إعلام النظام لهذه الزيارة وإنتقادها بشدة وبشکل خاص من جانب حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة”کيهان” حيث هاجم شريعتمداري تصريحات بزشکیان خلال زيارته إلى نيويورك تحت عنوان “تصريحات غير مدروسة”. وقد طرح احتمالات مختلفة حول أسباب تلك التصريحات، مشيرا إلى “عجزه عن التعبير عن رأيه وما يقصده”، مضيفا: “يمكن اعتبار هذا الضعف نتيجة قلة معرفة السيد بزشکیان بمجال السياسة ومتطلباتها.”.
أما موقع”مشرق” التابع لإستخبارات حرس النظام، فقد إتخذ خطوة أبعد من إقالة المحيطين ببزشکیان، ووجه رسائل تهديدية له تحت عنوان “كشف النقاب عن ثلاث طبقات من العمليات الاستخباراتية لخلق الفوضى في طهران!”، مهددا بزشکیان تحت غطاء مؤامرات الأعداء. ثم ذكر مصير أول رئيس جمهورية خميني، حيث كتب: “بدأ مشروع تحويل بزشکیان إلى بني صدر بخط غامض في قناة تلجرام بعد فوزه في الانتخابات، وقد تقدمت تلك التيارات المتصلة بالجانب السيبراني للمنافقين. في هذه الخطوة، من المقرر أن تشتعل الأجواء ضد الحكومة بحيث لا يستطيع بزشکیان رؤية الثلوج الشتوية في المكتب الرئاسي (باستور). إن مصير بني صدر هو درس يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.”.
ومن جانب آخر فإن جريدة”جوان”الناطقة بإسم حرس النظام والتي کانت تدعم بزشکيان والازالت تسعى لإظهار ذلك فإنها قد إستهدفته في مقال في يوم 24 سبتمبر2024، تحت عنوان “زيارة ضعيفة”، حيث سخرت منه بعبارة “إنه يفتقر بوضوح إلى المهارات الخاصة في الخطابة السياسية”. ثم وجهت حملتها الرئيسية نحو محيطه وعراقجي، وكتبت: “لقد عمل فريق الاتفاق النووي في نيويورك بشكل ضعيف للغاية… أولئك الذين يقفون لسنوات خلف جدار الغرب ومخلوقة تدعى (الاتفاق النووي)، والذين يقولون الآن (سنبقى بضعة أيام أخرى في نيويورك) لإيحاء أن هناك شيئا ما؛ يجب عليهم تحمل مسؤولية هذا الضعف الواضح.” والمثير للتهکم إختتام المقال المذکور بتذکير بزشکيان والذين يٶيدونه”إن المبادئ الكبرى للسياسة الخارجية للبلاد تتجاوز صلاحيات رئيس الجمهورية.”!