صوت العراق – محمد حسين المياحي:
على خلفية الزيارة الاستعراضية ـ الاستجدائية التي قام بها الرئيس الايراني بزشکيان لنيويورك من أجل المشارکة في أعمال إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد قام الايرانيون وخلال أکثر من أسبوع بتظاهرات حاشدة أمام مبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وأعلنوا من خلال هذه التظاهرات عن رفضهم القاطع والحدي لأي مشروع يتم طرحه من قبل پزشکیان أو غيره من ممثلي النظام.
هذه التظاهرات الحاشدة التي شهدت واحدة من أوسع المشارکات من جانب الايرانيين والتي سلطت عليها وسائل الاعلام العالمية الاضواء، کانت بمثابة رسالة واضحة المعالم للعالم کله تٶکد على إن الشعب الإيراني لا ينخدع بالمشاريع الإصلاحية الزائفة التي يقدمها النظام، وأن خطة پزشکیان لا تختلف عن سياسات الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي، فكلاهما ليسا سوى أدوات بيد خامنئي.
وکدأب الشعب الايراني وحرصه على إظهار رفضه للدکتاتورية بردائيها الديني والملکي، فقد ردد المتظاهرون شعارات صارمة مثل “الموت لخامنئي”، “لا للشاه ولا للمرشد”، وأكدوا بأن الشعب الإيراني يطالب بالإطاحة الكاملة بالنظام الديكتاتوري، ولا مكان للإصلاحات السطحية التي يحاول النظام تسويقها للعالم. المتظاهرون أكدوا رفضهم التام للنظام الذي يقود البلاد نحو المزيد من القمع والإعدامات في الداخل و تأجیج الحروب في المنطقة ودعوا إلى تغيير جذري يعبر عن إرادة الشعب الإيراني الحقيقي.
التظاهرات التي استمرت لأسبوع كامل وتزايدت قوتها يوما بعد يوم، بلغت ذروتها في اليوم الأخير أي الثلاثاء المصادف 24 سبتمبر 2024، حيث أظهر الإيرانيون في الداخل والخارج وحدتهم وتصميمهم على إسقاط النظام. ورددوا شعارات تدعو إلى استمرار النضال، وأكدوا أن لا مجال للتراجع حتى تحقيق التغيير المنشود. وإن الشعب لن يتخلى أبدا عن عزمه وتصميمه على إسقاط النظام وتحقيق التغيير الجذري بإقامة الجمهورية الديمقراطية التي ستکون النهاية الابدية للتسلط والدکتاتورية في إيران.
وبهذا الصدد، فقد أعلن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين في خطابات لهم أمام المتظاهرين، من بينهم السيناتور تيد كروز والسيناتور سام براون باك، دعمهم الكامل للشعب الإيراني في كفاحه من أجل الحرية. قال تيد كروز في كلمته للمتظاهرین: “لقد حان الوقت لإرسال النظام الإيراني إلى مزبلة التاريخ”. وأضاف أن النظام الإيراني هو الداعم الأكبر للإرهاب العالمي ويجب محاسبته على انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان واستغلاله للسلطة.
كما أكد السيناتور سام براون باك على ضرورة دعم المجتمع الدولي للنضال الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية. وقال: “يجب على العالم أن يدعم إيران حرة وديمقراطية، فهذا النظام يستخدم كل الأموال التي يجنيها في تمويل الإرهاب”. وأوضح أن الوقت قد حان لتغيير النظام في إيران وأن هذا التغيير لا يمكن أن يحدث إلا على يد الشعب الإيراني.
أما السفير مارك غينزبرغ، الذي كان من بين المتحدثين في هذه التظاهرات، صرح بأن پزشکیان لا يمكنه إخفاء حقيقة أن النظام الذي يمثله هو نظام ديكتاتوري لا يمكن إصلاحه، وقال: “الشعب الإيراني يريد محاكمة الحكام الدينيين، ولا مكان للإصلاح داخل هذا النظام.”