الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
الاحداث والتطورات السلبية التي تراکمت وتداعت عن النهج السياسات المشبوهة لنظام الملالي من الکثرة بحيث لم يعد هناك من أي داع لذکرها وتسليط الاضواء عليها ذلك إنه وبمجرد ذکر نهج وسياسات نظام الملالي فإن عشرات الامثلة تحضر في ذهن القارئ، والحقيقة إن هذا النظام منذ تأسيسه شکل مصدر تهديد لبلدان المنطقة من جراء نهجه المتطرف الذي يستغل العامل الديني والمسائل الطائفية من أجل تحقيق أهدافه وغاياته.
خطر وتهديد هذا النظام بعد 15 عاما من تأسيسه، لم يعد يقتصر على بلدان المنطقة بل إنه صار خطرا وتهديدا وتحديا جديدا ضد الامن والسلام في العالم کما أکد على ذلك السيد محمد محدثين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، في کتاب له صدر في أواسط العقد التاسع من الالفية المنصرمة تحت عنوان”التطرف الإسلامي التهديد العالمي الجديد” سلط من خلاله الاضواء على الدور المشبوه وبالغ الخبث لهذا النظام في إستغلال وتوظيف العامل الديني من أجل تحقيق أهدافه وغاياته المعادية والمخلة بالسلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.
عند إجراء عملية مراجعة متأنية للأحداث والتطورات السلبية في المنطقة والعالم ذات العلاقة بالتطرف والارهاب وتحديدا بعد تأسيس نظام الملالي، نجد إن له الدور الاکبر بهذا الصدد بحيث إنه يعتبر وبحق البٶرة والمصرف الرئيسي للتطرف والارهاب في العالم، ولذلك فإن التصدي لهذا النظام ومواجهته وتحقيق الحلول المناسبة بهذا الصدد، صار أمرا ومطلبا ملحا يجب المباشرة بالعمل به بأسرع ما يمکن ويکون لأن خطر وتهديد هذا النظام ولاسيما بعد الحرب المدمرة المندلعة في غزة والتطورات السلبية في بلدان المنطقة الخاضعة لنفوذ هذا النظام، قد تعاظم ويتطلب مواجهته ووضع حد له.
المجتمع الدولي عموما والاوساط والمحافل السياسية والتشريعية في العالم، صارت تدرك هذه الحقيقة المرة وتعي في نفس الوقت ضرورة الاسراع في العمل من أجل مواجهة التهديد الذي بات نظام الملالي يشکله للعالم، وبهذا الصدد فقد إنعقد مٶتمر تحت عنوان”إيران: مواجهة التهديد وتحقيق الحلول” في العاشر من سبتمبر الجاري في الكونغرس الأمريكي، بمشاركة نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وشخصيات بارزة وقادة عسكريين أمريكيين سابقين. وشمل المتحدثون توم مك كلينتوك، نانسي ميس، براد شيرمان، الجنرال جيمس جونز، السفير لينكولن بلومفيلد، الجنرال تود وولترز، والجنرال كيث كلوغ.
وركزت الفعالية على التعامل مع التهديدات المستمرة للنظام الإيراني والمسار نحو مستقبل ديمقراطي للبلاد، مع تسليط الضوء على دور المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وخطته ذات النقاط العشر من أجل إيران حرة.
افتتح توم مك كلينتوك، وهو عضو جمهوري في لجنة القضاء، الجلسة بالتأكيد على الدعم الواسع الذي يحظى به المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية داخل إيران وفي الكونغرس الأمريكي. وأشار إلى الدعم الحزبي الواسع لقرار مجلس النواب رقم 100 الذي يؤيد خطة النقاط العشر للمجلس الوطني لمستقبل إيران.
وأصدر مك كلينتوك تحذيرا صارما بشأن طموحات النظام الإيراني النووية، مشيرا إلى أن هذا يشكل تهديدا خطيرا على مستوى العالم. وحث قائلا: “العالم المتحضر يواجه خيارا بسيطا: دعم المقاومة الإيرانية الآن ومساعدة الشعب الإيراني في إسقاط هذا النظام، أو الانتظار حتى يفرض النظام الإيراني حربا دموية ومروعة على الجميع”. وسلط الضوء على استغلال النظام لأصول إيرانية مجمدة، والاستفادة من ضعف تنفيذ العقوبات الدولية ضد تجارة النفط، مشيرا إلى أنه بدون هذه الموارد، كان النظام سيسقط منذ فترة طويلة.
وتحدثت النائبة نانسي ميس، وهي عضوة جمهورية في لجنة القوات المسلحة، عن تجربتها خلال حضورها قمة “إيران الحرة 2024” في باريس في وقت سابق من هذا الصيف. وأشارت إلى اللقاءات المؤثرة التي جمعتها مع سجناء سياسيين سابقين شاركوا قصصهم المؤلمة عن الصمود في ظل النظام الإيراني. وقالت إن العديد من هؤلاء السجناء السياسيين لم يخرجوا أحياء من السجن. وأكدت ميس على أن “العالم الحر يجب أن يدعم الذين يناضلون من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية في إيران.”.
ثم تحدث النائب الديمقراطي براد شيرمان، وهو عضو بارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، والذي يعمل مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية منذ 28 عاما. وأكد أن الهدف من إنشاء جمهورية ديمقراطية في إيران، يتمتع فيها الناس بحقوق الإنسان الأساسية، ليس فقط مهما للشعب الإيراني بل للعالم أجمع. وأوضح قائلا: “من إدارة إلى إدارة، ومن حزب إلى حزب، يعلم الجميع أن الوقت قد حان لدعم رغبة الشعب الإيراني في جمهورية مستقلة تقوم على فصل الدين عن الدولة في إيران.”.