موقع المجلس:
شهدت إيران يومًا حافلًا بالاحتجاجات التي امتدت على مختلف شرائح المجتمع. عمال المناجم، موظفو قطاع الاتصالات، سائقي سيارات الأجرة، وعمال البتروكيماويات كانوا في طليعة هذه التحركات الاحتجاجية. هؤلاء الأشخاص يمثلون طيفًا واسعًا من المجتمع الإيراني، ويعبرون عن معاناتهم من التدهور الاقتصادي وسوء الإدارة الذي يفاقم أوضاعهم المعيشية ويتركهم عالقين في دوامة من الفقر والديون. هذه الاحتجاجات تمثل تعبيرًا عن اليأس العام الذي أصاب المجتمع الإيراني جراء الفساد المستشري وتفشي الأوليغارشية الاقتصادية.
وفي طهران، عاد سائقو سيارات الأجرة الكهربائية إلى الاحتجاج بسبب عدم دفع الإعانة المالية الموعودة والبالغة 200 مليون تومان. هذه الإعانة تعتبر شريان حياة بالنسبة لهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لكن الحكومة تجاهلت مطالبهم لمرات عديدة، مما دفعهم للتجمع مجددًا أمام مجلس المدينة والبلدية.
وأما في عسلويه، فقد شهدت المنطقة احتجاجات من قبل موظفي شركة النفط والغاز بارس الذين طالبوا بتحسين أوضاعهم المالية والمعيشية، معربين عن غضبهم تجاه تأخير دفع الرواتب والمزايا. تكررت هذه الاحتجاجات في مدينة كنگان حيث تجمع العمال من الموقع الثاني لشركة بارس للمطالبة بحقوقهم.
وفي بوشهر، نظّم عمال شركة مصفاة الغاز فجر جم احتجاجًا مماثلًا بسبب عدم دفع الرواتب بشكل كامل. كذلك في إيلام، احتج المتقدمون للإسكان الوطني أمام مقر المحافظة، مطالبين بتسليم المساكن التي دفعوا تكاليفها مسبقًا لكنهم لم يحصلوا عليها بسبب الوعود المتكررة غير المحققة.
#احتجاجات_إيران الاثنين 23 سبتمبر
مسيرات وتجمعات احتجاجية للمتقاعدين في كثير من المحافظات الإيرانية من ضمنها في مدن طهران و كرمانشاه و الأهواز سنندج و اردبيل ورشت و ساري و…
والمحتجون يهتفون : لجنة التنفيذية التابعة لخامنئي سرقت اموالنا
ومركز تعاون قوات الحرس سرقت اموالنا… pic.twitter.com/5tOhQIo8li— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) September 23, 2024
#احتجاجات_إيران الاثنين 23 سبتمبر
كنكان جنوب إيران
تجمع احتجاجي لموظفي شركة بارس الجنوبي للنفط والغاز احتجاجا على عدم دفع مستحقاتهم #Iran pic.twitter.com/d6NeKbWvQc— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) September 23, 2024
وعلى الجانب الآخر، تجمع موظفو شركة النفط فلات قاره في جزيرة لاوان احتجاجًا على تأخير الرواتب وسوء بيئة العمل، مطالبين بتحسين أوضاعهم. أما في دامغان، فقد احتج عمال منجم طزره للفحم على عدم تلبية مطالبهم المتعلقة بالتقاعد المبكر، نتيجة تسجيل غير صحيح لمهنتهم في قوائم التأمين.
#احتجاجات_إيران الاثنين 23 سبتمبر
كنكان جنوب إيران
تجمع احتجاجي لموظفي شركة بارس الجنوبي للنفط والغاز احتجاجا على عدم دفع مستحقاتهم #Iran pic.twitter.com/d6NeKbWvQc— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) September 23, 2024
شهدت العديد من المدن الإيرانية، بما في ذلك كرمانشاه، خوزستان، طهران، كردستان، أردبيل، جيلان، ومازندران، تجمعات ومسيرات احتجاجية واسعة من قبل المتقاعدين. المحتجون وجهوا اتهامات مباشرة إلى المؤسسات التي تدير صناديق التقاعد، بما في ذلك “المقر التنفيذي بامرخميني” و”مؤسسة تعاون الحرس الایراني”، واللتين تخضعان لإشراف مباشر من الوليالفقیة خامنئي، معتبرين ایاهما السبب الرئيسي في تدهور أوضاعهم المالية.
والمحتجون هتفوا ضد “المقر التنفيذي بامرخميني” و”مؤسسة تعاون الحرس”، متهمين إياهما بسرقة حقوقهم التقاعدية. الشعارات المرفوعة شملت: “المقر التنفيذي قد سرق حقوقنا” و”مؤسسة تعاون الحرس قد سرقت حقوقنا”. يأتي هذا التحرك في ظل تزايد الغضب الشعبي نتيجة تردي الأوضاع المعيشية للمتقاعدين وإهمال مطالبهم المالية.
هذه الاحتجاجات المتزايدة هي نتيجة حتمية لفساد المؤسسات التي تديرها الحكومة ، حيث تسيطر مؤسسات مثل “المقر التنفيذي بامرخميني” و”مؤسسة تعاون الحرس” على مفاصل الاقتصاد الإيراني. هذه المؤسسات تعمل بعيدًا عن الرقابة وتستغل موارد الدولة لصالح نخبة ضيقة من المتنفذين المرتبطين بالولي الفقیة. الفساد والاحتكار الاقتصادي الذي تديره هذه المؤسسات يؤدي إلى تدهور الأوضاع المعيشية للطبقات العاملة في البلاد ويتركهم عاجزين عن تأمين أدنى متطلبات الحياة.
وإضافة إلى ذلك، تصرف الحكومة الإيرانية مليارات الدولارات لدعم الجماعات الإرهابية في المنطقة وتمويل مغامراتها النووية التي أدت إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية على البلاد. هذه السياسات الخارجية العدوانية تكلف الاقتصاد الإيراني أثمانًا باهظة، مما يزيد من معاناة الشعب الإيراني الذي يعاني من التضخم والبطالة وتدهور الخدمات الأساسية.
في النهاية، يعكس هذا الحراك الاحتجاجي تصاعد الغضب الشعبي تجاه فساد النظام السياسي والاقتصادي، ويدفع باتجاه مطالب شعبية واسعة لتحسين الأوضاع المعيشية ووقف استغلال المؤسسات الاقتصادية الكبرى لموارد الدولة.