بزشکیان بحضور خامنئي-
بحزاني – منى سالم الجبوري:
عندما قام المرشد الاعلى للنظام الايراني بتنصيب إبراهيم رئيسي کرئيس للنظام، فإن هدفه الاساسي کان مواجهة الازمة العامة العميقة التي تواجه النظام وتشکل تهديدا وجوديا له، وأغلب الظن إن خامنئي إعتقد جازما بأنه ومن خلال تنصيب رئيسي سيتمکن من مواجهة الازمة والتغلب عليها وضمان بقاء النظام والمحافظة عليه من السقوط ولکن مصرع رئيسي شکل ضربة موجعة جدا لخامنئي وللنظام وأعاد خامنئي والنظام مرة أخرى الى المربع الذي بدأوا فيه بالعمل منذ عام 2021، ولاسيما بعد أن صارت التهديدات والتحديات المحدقة بالنظام کثيرة ومختلفة ولم يعد بالامکان ترکها وحالها وهذا ما دفع بخامنئي للبحث عن عنصر آخر من النظام لکي يجعله خليفة لرئيسي ويواصل مع مشوار إنقاذ النظام
من الازمة والتهديدات المحدقة به ولم يجد أحدا مثل مسعود بزشکيان مطواعا وخاضعا له.
خامنئي وعلى الرغم من مساعيه من أجل إخفاء أو حتى التغطية على علاقته ببزشکيان والتنسيق معه من أجل تسيير الامور وبشکل خاص في إختيار أعضاء حکومته ونيل الثقة من البرلمان، لکن الحقيقة إنکشفت وتوضح تبعية بزشکيان وإنقياده ورضوخه الکامل لخامنئي، ولئن کان البعض قد رأى بأن خامنئي ومن خلال إختياره لبزشکيان سوف يواصل ما بدأ به مع رئيسي، لکن، لايبدو إن الامور في النظام الايراني تسير بالطريقة التي يريدها خامنئي.
خلال عهد رئيسي وإن کانت هناك أصوات متعالية من داخل الجناح المتشدد نفسه وتوجه له سهام النقد، لکنها لم تشکل ذلك الثقل والتأثير عليه في حين إن الوضع الان وبعد مصرعه ومجئ بزشکيان قد إختلف کثيرا، حيث يعيش النظام عهدا غير مسبوقا لحدوث الانقسامات والاختلافات داخل النظام إذ طالت هذه الانقسامات حتى الجناح المتشدد وأظهرت النظام کما لم يکن في أي عهد آخر.
زيادة الانقسامات داخل الجناحين الرئيسيين للنظام والشکل والمظهر الذي إنتهى إليه تشکيل حکومة بزشکيان التي يمکن وصفها بالهجين، تزيد من القناعة الکاملة بإنها ومنذ البداية تٶکد على إنها مجرد إمتداد للحکومات السابقة للنظام ولکن بصورة أکثر ضعفا ورداءة، وهذا يعني بأنها لن تتمکن من إحداث أي تغيير أو الاتيان بأي جديد.
المشکلة المزمنة بل والعقدة المستعصية التي واجهها ويواجهها النظام وبشکل خاص خامنئي وبزشکيان، کان وسيبقى الرفض والمواجهة الشعبية ضده والدور المتزايد قوة وتأثيرا للمقاومة الايرانية من حيث قيادة وتوجيه الشعب الايراني بإتجاه النضال من أجل الحرية وإسقاط النظام ومن دون شك فإن العهد الحالي هو العهد الافضل لتحقيق المطلب والهدف الاکبر للشعب والمقاومة الايرانية لإسقاط النظام وإقامة الجمهورية الديمقراطية.