موقع المجلس:
كثّف سكان طرق رود و في اليوم الثامن على التوالي لمظاهراتهم ضد عمليات التعدين المدمرة في المنطقة. وقد خرجت مجموعة كبيرة من المحتجين اليوم في مسيرة نحو المناجم، معبرين عن استيائهم من التدهور البيئي الذي تسببت به أنشطة التعدين، التي أثرت بشدة على بلدتهم والمناطق المحيطة بها.
و لقد وصف أحد المحتجين المشهد قائلاً: “صوت الانفجارات، والهزات، وزئير الجرافات التي تمزق الجبال لا يُحتمل، بينما تملأ الغبار السحابي الأجواء وتلطخ جمال أرضنا”. وأضاف أن صوت الشاحنات التي تحمل المعادن المستخرجة يعكر صفو الليل والنهار لسكان المنطقة.
عمليات التعدين واستخراج الحجر في طرق رود مستمرة منذ سنوات، ما أدى إلى استياء شديد بين السكان. لقد شاهد الكثيرون بعيونهم شاحنات ضخمة تسد طرقاتهم وتسرق الهدوء الذي كان يميز بلدتهم. وعلى الرغم من مشاهدتهم استنزاف مواردهم المحلية، إلا أن المجتمع لا يرى أي فوائد من هذه العمليات. أحد السكان قال: “نحن نشاهد ثروات بلدتنا والقرى المجاورة تُنهب، ولا نحصل على شيء في المقابل”.
قضية التعدين في طرق رود ليست جديدة. كما قال أحد المحتجين: “قصة التعدين المحزنة في بلدتنا هي كقصيدة طويلة تكررت وكتبت مراراً، ولكن يبدو أنه لا أحد يستمع. وكأن البلدة والقرى المحيطة بها قد نُسيت، تُركت دون أن يهتم أحد بها”.
وتشتهر طرق رود والقرى المحيطة بها بمناظرها الطبيعية الخلابة. النسيم البارد في الصيف والجمال الطبيعي كان يجذب الزوار ويوفر السكينة للسكان. لكن اليوم، أصبحت هذه الأراضي مركزاً لأنشطة التعدين المستمرة. الجرافات والآلات الثقيلة تمزق الأراضي المحروقة بالشمس، وتُشوه الجبال وتسرق الجمال الطبيعي للمنطقة. وعبّر أحد السكان عن حزنه قائلاً: “المخالب القاسية والباردة للآلات العملاقة تضرب قمم جرداب وكون نستان والجبال الأخرى حول بلدتنا، فتُحطم عظمتها وفخرها السابق.”
ولا يتوقف الدمار عند الجبال. فالينابيع والشلالات والمناطق الطبيعية التي تأوي الحياة البرية كلها تسقط ضحية لأنشطة التعدين غير المنظمة. وقد رفع ناشطو البيئة ومحبو الطبيعة من المنطقة أصواتهم احتجاجاً، لكن نداءاتهم لم تجد آذاناً صاغية. فقد أصبح التعدين غير المنظم في المنطقة مصدر قلق كبير، حيث يمتد الضرر إلى كل زاوية من المنطقة. وعلق أحد المحتجين قائلاً: “التعدين غير المنظم في جميع أنحاء المنطقة يعصر قلوبنا. ما بدأ كمشروع اقتصادي أصبح عبئاً هائلاً على الناس”.
تداعيات أنشطة التعدين واسعة النطاق. فقد ازدادت الحوادث المرورية التي تشمل الشاحنات المحملة بالمعادن، مما يُعرض حياة وممتلكات السكان للخطر. الطرق، التي كانت تستخدم للمرور اليومي، تعرضت لأضرار بالغة نتيجة الأحمال الثقيلة. كما ارتفعت مستويات التلوث، ما أدى إلى تفشي الأمراض التنفسية والمشاكل الصحية الأخرى بين السكان. وأكد المحتجون أن هذا الدمار يأتي على يد قلة قليلة، كما قال أحدهم: “نحن ندفع ثمن جشع عدد قليل من مشغلي المناجم الذين يستغلون مواردنا”.
الأراضي الجميلة والنقية التي كانت تتميز بها طرق رود، والتي كانت شاهدة على ذكريات وتاريخ طويل، أصبحت الآن مليئة بالجراح العميقة. الضرر الذي لحق بالبيئة الطبيعية بلغ حداً لا يبدو أن هناك طريقاً للتعافي منه. السكان لم يعودوا قادرين على تحمل أنشطة التعدين والمصاعب التي تجلبها. وكما أعلن أحد السكان بحماس: “لم نعد نحتمل هذا الدمار الذي ألحقته بنا مجموعة صغيرة من المستغلين والجشعين”.
إصرار المحتجين ما زال قوياً، وهم يواصلون مطالبتهم بوقف أنشطة التعدين التي دمرت بلدتهم وتهدد مستقبلهم. وبحلول 20 سبتمبر 2024، لا يبدو أن الاحتجاجات ستتوقف، حيث يطالب سكان طرق رود بإنهاء الدمار واستعادة السلام لمنطقتهم.