صورة للفقر المدقع في ایران-
الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
هناك إتفاق بين أوساط المراقبين السياسيين من إن نظام الملالي يمر بواحد من أصعب المراحل التي تواجهه منذ تأسيس النظام قبل 45 عاما، وإن الازمة التي يتوارثها رٶساء النظام وحکوماتهم، تزداد حدة وعمقا وقد وصلت في عهد بزشکيان الى ذروتها الى الدرجة التي صار النظام يتخوف کثيرا من خروج زمام الامور من بين يديه ولذلك فإن الطاغية خامنئي قد فتح المجال أمام بزشکيان لکي يتحرك بکل الاتجاهات من أجل إنقاذ النظام وإخراجه من محنته وإن إعتراف بزشکيان بأن النظام بحاجة الى 200 مليار دولار لکي يخرج من أزمته ويستعيد عافيته، يدل على إن النظام لم يعد أمامه من حل إلا الاعتراف بجانب من الحقيقة وليس کلها.
المهمة التي أوکلها الطاغية خامنئي لصنيعه بزشکيان من أجل إنقاذ النظام هي في حقيقة أمرها إمتداد لنفس المهمة التي أوکلها لسلفه الهالك السفاح رئيسي والذي لم يتمکن من تحقيق أية نتيجة مفيدة للنظام حتى مصرعه، ومن الواضح جدا إن بزشکيان الذي بدأ عهده بالسعي من أجل إستجداء البلدان الغربية والتملق لهم ومحاولة التقرب أکثر لبلدان المنطقة بل وحتى إنه قد بدأ أول زياراته الخارجية بزيارة للعراق رأى معظم المحللين السياسيين بأنها سعت لجعل العراق أکثر تبعية وخضوعا للنظام من أجل تخطي المحنة الحالية أو معالجتها على حساب العراق.
نظام الملالي الذي تزداد أوضاعه سوءا ومعها يصعب معالجتها وخصوصا الاوضاع المعيشية وإرتفاع معدلات الفقر في المجتمع الايراني، وبهذا السياق، فقد اعترفت زهرة كاوياني، عضو هيئة التدريس في مركز أبحاث البرلمان الإيراني، مؤخرا بتزايد معدل الفقر في إيران، وهو اتجاه مستمر منذ الثورة عام 1979. ووفقا لها، تقدر عتبة الفقر لأسرة مكونة من ثلاثة أفراد في طهران الآن بنحو 20 مليون تومان (حوالي 336 دولارا أمريكيا بسعر الصرف الحالي).
وبنفس السياق فقد ردد هادي موسوي نيك، وهو أكاديمي آخر في مركز أبحاث البرلمان، مخاوف كاوياني. وأكد مجددا أن ما يقرب من 30٪ من سكان إيران – حوالي 26 مليون شخص – غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية. كما ذكرموسوي نيك أن عجز ميزانية البلاد يساهم في هذه التحديات الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدا أن أي تحسن في الوضع الحالي يتوقف على “التخصيص الأمثل” للموارد المتاحة. لکننا إذا ما دققنا النظر في کيفية تصرف النظام بالموارد المتاحة وتخصيصاته لها لوجدنا إن معظمها مخصصة لمصلحة أمن وسلامة النظام وتقوية أجهزته القمعية تنفيذ مخططاته المشبوهة في المنطقة.
معالجة أزمة عميقة ومتجذرة وهکذا أوضاع صعبة بالطرق بالطرق والاساليب العقيمة التي دأب وحرص عليها النظام ولاسيما من حيث منح الاولوية لبقاء النظام وإستمراره، لا ولن يمکن أن تحقق أية نتيجة سوى المزيد والمزيد من تعقيد الازمة وتعميقها وزيادة الاوضاع سوءا!