صوت العراق – محمد حسين المياحي:
کثيرة التصريحات والمواقف الصادرة من قبل قادة ومسٶولوا النظام الايراني بخصوص حرصهم على أمن وإستقرار المنطقة وإنهم يعملون من أجل تحسين العلاقات مع بلدان المنطقة وزيادة التعاون المشترك، ومنذ عهد محمد خاتمي ومرورا بحسن روحاني وابراهيم رئيسي والان مسعود بزشکيان، جرى ويجري التأکيد على هذا الامر، ولکن، هل إن النظام الايراني قد قام على أرض الواقع ما يمکن أن يثبت حسن نواياه بهذا الصدد؟!
تتبع مسارا الاحداث والتطورات فيما يتعلق بدور ومواقف النظام الايراني تجاه بلدان المنطقة ولاسيما خلال عهود الرٶساء الذين أشرنا إليهم آنفا، يتىەن بأنه کان هناك خطا تصاعديا من حيث الدور السلبي للنظام وزيادة تدخلاته وتنفيذ مخططاته المشبوهة فيها وبشکل خاص فيما يتعلق بإثارته للحروب والازمات، ومع إن کل من أولئك الرٶساء الذين ذکرناهم أکدوا على إبراز حسن نواياهم وتأکيده على تحسين العلاقات وجعلها لصالح الشعب الايراني وشعوب المنطقة، لکن لم يجري أي تغيير على الاساس الذي بني عليه نهج وسياسة النظام تجاه بلدان المنطقة بل وحتى إنها کانت تزداد سوءا عاما بعد عام حيث يصر النظام على تدخلاته تحت حجج ومعاذير واهية وبالغة السخف.
الرئيس الجديد بزشکيان الذي من جانبه أدلى بدلوه بهذا السياق، لکن الذي يجعل حظه يتضائل الى أبعد حد، هو إن دور النظام السلبي حاليا في المنطقة قد وصل الى درجة من السلبية بحيث لا يمکن تجاهلها وبالاخص من ناحية إثارة الحروب والازمات بل وإن دور السلبي جدا في الحرب المدمرة الحالية في غزة وسعيه من أجل إستغلالها لصالحه وحتى إن أمن المنطقة صار على کف عفريت والجميع يعلم بأن المنطقة لو إشتعلت فإن المسبب الاساسي لها ليس إلا النظام الايراني.
منذ أکثر من 4 عقود والنظام الايراني يتربص شرا ببلدان المنطقة ويحرص على العمل ليس على إبقاء نفوذه في بلدان معينة بل وحتى يسعى الى توسيع دائرتها بکل الاتجاهات والأسوء من ذلك إن النظام الايراني الذي يريد الظهور بمظهر المدافع الاول عن المذهب الشيعي، لکنه في نفس الوقت يعمل بکل مافي وسعه من أجل التأثير على معتنقي المذهب السني وجعلهم يتصرفون بسياق يخدم مصالحه، مع ملاحظة مهمة جدا وهي إن هذا النظام يقوم بإستغلال الدين الاسلامي بمختلف الاتجاهات والاساليب من أجل خدمة مصالحه والمساهمة وفي بقائه وإستمراره.
النظام الايراني لا يريد خيرا للمنطقة، هذه هي الحقيقة المهمة التي ليس بوسع النظام الايراني تحاشيها ونکرانها، وإن نهجه المشبوه الذي صار معروفا للقاصي والداني، هو السبب الاساسي لذلك وطلما بقي هذا النهج على حاله(وهو باق ببقاء هذا النظام)، فإن دوره السلبي سيبقى على ما هو عليه في بلدان المنطقة.