موقع المجلس:
في مقال نشر على موقع “تاون هول” بقلم الكاتب “سترون ستيفنسون“، تمت مناقشة التهديد المتزايد الذي تشكله القوات الوكيلة الإيرانية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط، وما يمكن أن يعنيه ذلك في حال تصاعد النزاع في المنطقة. ويسلط المقال الضوء على الدعم الإيراني المستمر لجماعات مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وحركة حماس في غزة، مما يعزز نفوذ إيران في المنطقة ويزيد من مخاطر اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق.
ويدعو الكاتب إلى إعادة تقييم شاملة للسياسات الغربية تجاه إيران، مشيرًا إلى أن نهج الاسترضاء الذي اتبعته القوى الغربية لم ينجح في تغيير سلوك النظام الإيراني، بل شجعه على مواصلة أعماله العدوانية. ويختتم المقال بالدعوة إلى دعم الشعب الإيراني في سعيه لإسقاط النظام الديني وإقامة ديمقراطية، مما سيؤدي إلى إضعاف ما مسمی “محور المقاومة” ويعزز الاستقرار والأمن العالميين.
في البداية، يشير المقال إلى أن النظام الإيراني أنشأ قوات ضخمة بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهي التهديد الأول للسلام. ويضيف: “منذ ثورة 1979 التي أوصلت الملالي إلى السلطة، استخدم النظام الإيراني الميليشيات في سوريا واليمن والعراق ولبنان وغزة، وقدم لها التمويل والأسلحة والتدريب”.
وتابع ستيفنسون أيضًا: بعد حرب الثماني سنوات مع العراق، استخدم الملالي الاتفاقية النووية لخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، والتي كانت غير مكتملة على الإطلاق، ومن أجل خداع الغرب وجعله يعتقد أنهم قد تخلوا عن هذا المشروع، سارعوا إلى إنتاج سلاح نووي.
ويواصل كاتب المقال تقييم القوات العميلة للنظام في المنطقة المعروفة بمحور المقاومة، بدءًا بحزب الله اللبناني ويكتب: “بناءً على التقييم العسكري الإسرائيلي، يبلغ عدد قوات حزب الله 25 ألف مقاتل متطوع”. ويتم أيضًا تخزين عشرات الآلاف من الأشخاص الآخرين.
ويعتقد الكاتب أيضًا أن حزب الله يمتلك ترسانة مكونة من 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة.
كما كان النظام الإيراني، بمساعدة وتحريض من حزب الله، مؤيدًا قويًا للرئيس السوري بشار الأسد، حيث أنفق مليارات الدولارات لدعم حربه الأهلية الطويلة والدموية التي خلفت أكثر من 600 ألف قتيل.
ويشمل ما يسمى بـ “محور المقاومة” التابع للنظام الإيراني أيضًا المتمردين الحوثيين في اليمن. ويسيطر الحوثيون على صنعاء، عاصمة اليمن، منذ عام 2014 كجزء من الحرب الأهلية المدمرة في اليمن.
ويتم تزويد الحوثيين من قبل إيران بطائرات بدون طيار وصواريخ انتحارية، ويقوم مدربو الحرس الثوري الإيراني بتطوير مهاراتهم الهجومية ويتم نشرهم بكثافة في هجمات مميتة على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، مما يعطل التجارة العالمية.
وفي نهاية المقال يستنتج سترون ستيفنسون من الجهود التدميرية للنظام الإيراني في المنطقة ودور وكلائه، وينتقد سياسة الاسترضاء التي اتبعها الغرب خلال هذه السنوات مع النظام الإيراني. ويضيف: “على الدول الغربية أن تعيد تقييم سياستها في التعامل مع النظام الإيراني بشكل جدي. ومن الواضح أن عقودًا من الاسترضاء قد فشلت.
إن استراتيجية التفاعل والحوار والتنازلات الغربية لم تفشل فقط في إحداث تغييرات إيجابية، بل شجعت النظام الإيراني على مواصلة أعماله القمعية والعدوانية.
ويشكل نظام الملالي ركيزة مهمة لمحور زعزعة الاستقرار العالمي المكون من روسيا، وكوريا الشمالية ،وفنزويلا وإيران. وعلى الغرب بدوره أن يتنبه إلى أن رأس الأفعى موجود في طهران.
ومن خلال دعم الشعب الإيراني في جهوده للإطاحة بالملالي وإقامة الديمقراطية في إيران، فإن هذا التحالف يضعف بشكل كبير “محور المقاومة” ويؤدي إلى توافق أساسي ومفيد للنظام الدولي ويزيد من الاستقرار والأمن العالميين.
إن تحول إيران من دكتاتورية إرهابية إلى ديمقراطية مستقرة وفاعلة يضرب قلب هذا التحالف ويقلل بشكل كبير من قدرته على خلق الخلافات.
إن مثل هذا التطور لن يدمر واحدة من أخطر شبكات عدم الاستقرار العالمي فحسب، بل سيؤدي أيضًا إلى إحداث تغيير عميق وإيجابي في المشهد الدولي.
وهذا التغيير يمهد الطريق لنظام عالمي أكثر أمانًا وسلامًا ويمثل تحولًا حاسمًا في الحرب ضد الجهود الدولية المزعزعة للاستقرار.