الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
بعد أن شغل نظام الملالي العالم خلال الاسابيع الماضية بمزاعم وإدعاءات بشأن مسعود بزشکيان ومن إنه معتدل وإصلاحي بل وحتى نوه البعض الى أن بزشکەان سيواجه صعوبة في الحصول على ثقة برلمان الملالي للتصويت على حکومته خصوصا بعدما إختار عباس عراقجي لوزارة الخارجية وإن الاخير کان من ضمن الفريق المفاوض في الاتفاق النووي للعام 2015، فقد تبين بأن کل ما قد قيل وأشيع عن بزشکيان وحکومته لم يکن إلا محض هراءذلك إن حکومة بزشکيان حازت على ثقة برلمان الملالي من دون أي إعتراض مما أثبت بأن کل ماجرى لم يکن إلا مجرد لعبة أو مسرحية تم إعدادها فصولها مسبقا!
المثير للسخرية والتهکم البالغين، إن عباس عراقجي، وزير الخارجية المقترح، ووفقا لما نقلته وکالة أنباء إرنا الحکومية، فقد دافع عن خططه في جلسة مفتوحة لبرلمان النظام وقال : “دبلوماسية المقاومة”، المستمدة من “مدرسة المقاومة” وهي نتاج شجاعة الشهيد البطل الحاج قاسم سليماني في تصميم “محور المقاومة”، ستكون محور السياسة الخارجية للحكومة الرابعة عشر”.
عراقجي هذا الذي أکد تبعيته الکاملة للنظام ومزق رداء الاعتدال المزعوم عندما قال:” سأكون جنديا في الولاية، ووزيرا للحكومة، ومسؤولا أمام البرلمان، وحاميا لمصالح الأمة”، ولم يتوقف عراقجي عند هذا الحد بل إنه وصف تدخل النظام في المنطقة بأنه إنجاز على حساب شعوب المنطقة، مضيفا: “أولا، بفضل مكونات القوة في مختلف المجالات، تحسن التوازن الاستراتيجي الإيراني في المنطقة وخارجها بشكل كبير”. وعلى الجهاز الدبلوماسي تكريم هذا الإنجاز، والإضافة إليه، واكتشاف الفرص الناتجة عنه من أجل تأمين المصالح والأمن القومي والتقدم الاقتصادي، وتحويلها إلى ثروة وطنية.
الملاحظة المهمة جدا والتي يجب الانتباه لها إن المقاومة الايرانية کانت قد حذرت منذ البداية من ما يجري وأکدت بأن بزشکيان ليس إلا مجرد دمية للملا خامنئي وإن النظام ولکي يخرج من المأزق والمطب الذي وقع فيه بعد مصرع السفاح رئيسي، فإنه بحاجة للعبة ومسرحية معينة من أجل إشغال العالم بها، ومن المهم والمفيد هنا الاشارة الى ما قد أکدته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بخصوص حکومة بزشکيان عندما قالت في خطابها الاخير: “في خضم عمليات الإعدام، أكد الرئيس الجديد لخامنئی، ولاءه وولاء وزرائه لولاية الفقيه، ملتمسا البرلمان الرجعي منح الثقة لحكومته للخروج من الأزمات”. وأضافت أن بزشكيان أشار إلى أنه بدون هذه الثقة، “أعتقد أنه من المستبعد أن نتمكن من الخروج من هذه الأزمات”. والحقيقة المهمة جدا التي يجب على العالم أن ينتبه لها جيدا ويتقبلها هي إنه لا وجود أساسا للإعتدال والاصلاح في هذا النظام کما إنه لايمکن أبدا بل وحتى من سابع المستحيلات أن يتغير من الداخل بل إن طريق التغيير يمر من نفس الطريق الذي سلکه الشعب الايراني مع نظام الشاه، أي إسقاطه!