موقع المجلس:
تجمع كوادر التمريض للمستشفيات في عدد من المدن الایرانیة، للمطالبة بتحسين الأوضاع المهنية والمعيشية.مما شهدت عدة مدن ایرانیة اليوم، 17 أغسطس، موجة من الاحتجاجات.
ولقد امتدت هذه الاحتجاجات إلى مدن مثل مشهد، ياسوج، وأراك، مما أدى إلى تنظيم تجمعات كبيرة في مستشفيات بارزة مثل مستشفى القائم ومستشفى الإمام رضا، بالإضافة إلى جامعة العلوم الطبية في ياسوج وأراك.
وفي مشهد، تجمع العشرات من الممرضين والطاقم الطبي في مستشفى القائم احتجاجًا على الظروف الصعبة التي يعملون فيها. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل، مؤكدين أنهم يعملون في بيئة تفتقر إلى الدعم الكافي والتقدير المناسب. وهذا التجمع جاء بعد عدة أشهر من المطالبات المتكررة التي لم تلقَ أي استجابة فعلية من السلطات المعنية، مما أدى إلى تفاقم الاستياء بين صفوف العاملين في المستشفى.
وفي مشهد أيضًا، نظم الطاقم الطبي في مستشفى الإمام رضا تجمعًا احتجاجيًا مشابهًا. الفيديوهات التي تم تداولها من مكان الاحتجاج أظهرت حجم الغضب بين الممرضين الذين دعوا زملاءهم في جميع أنحاء البلاد إلى الانضمام للإضراب حتى تتم تلبية مطالبهم. الممرضون في مستشفى الإمام رضا أكدوا أن استمرار هذه الظروف غير المقبولة سيدفع المزيد منهم إلى الهجرة أو الاستقالة، مما سيزيد من تفاقم أزمة نقص الطاقم الطبي في البلاد.
وفي ياسوج، تجمعت أعداد كبيرة من الممرضين في جامعة العلوم الطبية للاحتجاج على تأخير الرواتب والأجور غير الكافية لساعات العمل الإضافية. المتظاهرون أشاروا إلى أن تأخر الرواتب بات أمرًا معتادًا، مما يعرضهم لضغوط مالية كبيرة. كما أكدوا أن الأجور التي يتقاضونها مقابل العمل الإضافي لا تغطي الجهد المبذول، وأن تجاهل مطالبهم يعكس عدم احترام الإدارة لمهنتهم وتفانيهم في العمل.
وأما في أراك، فقد شهدت جامعة العلوم الطبية تجمعًا احتجاجيًا واسعًا، حيث طالب العاملون بتحسين الظروف المهنية والمعيشية التي وصفوها بأنها غير إنسانية. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بحقوقهم الأساسية، مشيرين إلى أن النظام الصحي يمر بأزمة حقيقية تحتاج إلى تدخل سريع وحلول جذرية. الأطباء والممرضون في أراك عبروا عن غضبهم من الظروف السيئة التي يعملون فيها، مؤكدين أن هذه الظروف تؤثر سلبًا على جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
تجمع احتجاجي لمعلمي المحو الأمية في قم
إلى جانب الاحتجاجات الواسعة التي قام بها الممرضون والطاقم الطبي في إيران، شهدت مدينة قم اليوم 17 أغسطس تجمعًا احتجاجيًا آخر. تجمع قوى حركة محو الأمية أمام مبنى المحافظة في قم، مطالبين بتوضيح وضعهم الوظيفي. هؤلاء الأفراد الذين احتجوا على وضعهم الوظيفي غير المحدد وعدم تنفيذ القوانين الداعمة لهم، أكدوا أن عدم الاهتمام بمشاكلهم يمكن أن يؤدي إلى تدهور جدي في برامج التعليم ومحو الأمية في البلاد.
هذا التجمع الاحتجاجي في قم يعكس اتساع نطاق السخط بين فئات المجتمع المختلفة في إيران، حيث لا يقتصر الأمر على قطاع الصحة، بل يشمل أيضًا مجالات أخرى تتطلب تحسين الظروف الوظيفية وضمان الحقوق. في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في البلاد، تزداد الضغوط على النظام للاستجابة بشكل فوري وفعال لمطالب هذه الفئات.
الأسبوع الماضي، كانت هناك احتجاجات مشابهة في عدة مدن، حيث أضربت الممرضات في شيراز وكارج، احتجاجًا على الظروف المهنية الصعبة التي يعملن فيها. هذه الاحتجاجات تأتي في ظل أزمة حادة يعاني منها النظام الصحي في إيران، حيث يضطر الممرضون للعمل في ظروف قاسية مع نقص حاد في الأجور والدعم المهني. النظام الصحي في إيران يشهد هجرة جماعية للممرضين، حيث يهاجر العديد منهم بحثًا عن ظروف أفضل في الخارج.
وبشكل عام، تعكس هذه الاحتجاجات الغضب المتزايد بين صفوف العاملين في القطاع الصحي في إيران، الذين يرون أن النظام الصحي لا يولي الاهتمام الكافي لتحسين ظروفهم المعيشية والمهنية. مع تزايد الاحتجاجات، يبدو أن الأزمة الصحية في إيران قد وصلت إلى مرحلة حرجة تتطلب حلولاً فورية وشاملة لتحسين أوضاع العاملين وضمان تقديم رعاية صحية ذات جودة للمواطنين.