موقع المجلس:
قامت وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية و إحياء لذكرى شهداء مجزرة صیف عام 1988، بشجاعة غير مسبوقة بتوزيع منشورات مع صور لقيادة المقاومة وكتابات على الجدران. ولم تحافظ على ذكراهم حية فحسب، بل أكدت أيضًا على مواصلة طريقهم.
ولقد نفذت وحدات المقاومة في مدن طهران وتبريز وأرومية وشهر كرد ونيشابور وساوه وسبزوار والأهواز وأصفهان وكرمنشاه وفسا وكرج وآراك وآمُل وبابُل وزاهدان وإيرانشهر وسرباز، فعاليات شملت توزيع المسيرات، وكانت هناك ملصقات وكتابات على الجدران.
الشعارات التي رُفعت في مناطق المختلفة تعكس الغضب والعزم المشترك بين أفراد المقاومة، حيث تُظهر الرغبة القوية في تحقيق العدالة وإنهاء حكم الملالي. في زاهدان، كان الشعار “صرخة شعب إيران لمعاقبة القتلة”، مما يعبر عن الدعوة لمحاسبة المسؤولين عن الفظائع.و في بابُل، رُفع شعار “هذه المعاناة والدماء من أجل حرية إيران ستطيح بنظام الملالي”، مما يُشير إلى التضحيات التي يُعتقد أنها ستؤدي إلى سقوط النظام الحالي. أما في أراك، فكان الشعار المؤثر “لا نسامح ولا ننسى”، الذي يُعبر عن العزم الراسخ والذاكرة الدائمة للأحداث المأساوية.
في كرمانشاه، ظهر الشعار “دماء ثلاثين ألف شهيد ستتحرر إيران”، مما يبرز الإيمان بأن التضحيات ستؤدي إلى التحرر النهائي لإيران. وفي نيشابور، الشعار “دماء شهداء مجزرة 1988 تحرك وحدات المقاومة”، يشير إلى الدافع والتأثير المستمر لأحداث الماضي على النضال الحالي. في أصفهان، أكد الشعار “سنقف دفاعا عن دماء شهدائنا حتى النهاية” على الالتزام المستمر بالقضية، بينما في سبزوار، الشعار “إسقاط نظام الملالي هو حق غير قابل للتصرف للمرأة الإيرانية”، يؤكد على دور المرأة في هذا النضال.
وتظهر هذه الأنشطة وجود تنظيم وتنسيق واسع النطاق بين وحدات المقاومة والتزامها بالنضال من أجل تحقيق العدالة وإنهاء القمع في إيران.
في عام 1988، أصدر خميني، الولي الفقیة للنظام آنذاك، فتوى تأمر بتصفية السجون من السجناء السياسيين المؤيدين لمجاهدي خلق، وأدى هذا الأمر إلى إعدام أكثر من 30 ألف سجين خلال أشهر قليلة. لعب الأشخاص الذين يشغلون الآن مناصب رئيسية في السلطة في إيران دورًا مهمًا في هذه الجريمة ضد الإنسانية.
ورغم جهود النظام لإخفاء وإنكار هذه المآسي، تم دفن الضحايا في مقابر جماعية وبقيت المعلومات المتعلقة بمكان دفنهم طي الكتمان. كما تتعرض عوائل السجناء لضغوط ويتم منعهم من إقامة مراسم عزاء لأحبائهم.
إن إحياء الذكرى هذا العام لا يحيي ذكريات أولئك الذين فقدوا فحسب، بل يعزز أيضًا تصميم الناشطين الناجين الذين يواصلون إحداث فرق. وعلى الرغم من استمرار النظام في تكتيكاته القمعية، فإن روح شهداء عام 1988 تلهم جيلاً جديدًا من الإيرانيين للمطالبة بالعدالة وتغيير النظام.
وبينما تستمر إيران في مواجهة الاحتجاجات الداخلية والضغوط الخارجية، فإن تصرفات وحدات المقاومة تكشف عن جانب مهم من حركة المعارضة، وهي حركة ليست ناشطة فحسب، بل تتطور بنشاط أكثر. هذه المقاومة المستمرة هي تذكير بأن المثل العليا التي دافع عنها شهداء عام 1988 لم تُنسى وأنها أكثر أهمية من أي وقت مضى وتؤجج النضال المستمر من أجل إيران حرة وديمقراطية.