موقع المجلس:
نشرت مجلة دير شبيغل في 10 أغسطس/آب، و في تقرير استقصائي مؤخرًا، سلطت المجلة الألمانية الضوء على الروابط الواسعة بين المركز الإسلامي في هامبورغ (IZH) والنظام الإيراني، فضلاً عن دعمه المزعوم لمنظمة حزب الله الإرهابية. وتأتي هذه الكشوفات في أعقاب قرار السلطات الألمانية بإغلاق المسجد في هامبورغ، والذي يُشتبه منذ فترة طويلة في أنه يُستخدم كمركز للأنشطة المتطرفة.
کما یکشف التقرير، كيف حافظ المركز الإسلامي في هامبورغ، بقيادة محمد مفتح، على اتصال وثيق ومستمر مع قلب النظام الإيراني، وتحديدًا ما يسمى “المكتب الثوري” للولي الفقیة للنظام علي خامنئي.
وكشف المحققون عن أكثر من 650 رسالة واتساب متبادلة بين مفتح ومهدي مصطفوي، نائب رئيس الشؤون الدولية في مكتب خامنئي، من أواخر عام 2021 إلى نهاية عام 2023. تضمنت هذه الرسائل تعليمات مفصلة من مصطفوي إلى مفتح، تغطي كل شيء من جهود الدعاية إلى تنسيق أنشطة المسجد بما يتماشى مع أهداف النظام.
ويسلط تقرير شبيغل الضوء أيضًا على كيفية تلقي مفتح توجيهات من طهران عقب هجوم 7 أكتوبر حول كيفية تأطير الحادث. بررت الرسائل من مكتب خامنئي الهجوم، مؤكدين على الحاجة إلى “حرب طويلة على جميع الجبهات، سياسياً وعسكرياً”، لتحقيق أهداف النظام.
وكشفت تحقيقات أخرى أجرتها السلطات الألمانية أن المركز الإسلامي في هامبورغ لم يكن مجرد مؤسسة دينية، بل كان بمثابة “تمثيل أجنبي مباشر” للنظام الإيراني في ألمانيا. وقد اكتشفت السلطات وثائق تحمل أختاماً وطوابع من مكتب خامنئي، بما في ذلك إيصالات التبرعات المرتبطة بـ IZH. وكانت هذه النتائج حاسمة في قرار وزارة الداخلية الاتحادية، بقيادة نانسي فايسر، بحظر IZH والاستيلاء على المسجد الأزرق.
وبالإضافة إلى ذلك، يكشف تقرير شبيغل عن وجود صلات بين IZH وحزب الله. وتشير الوثائق التي عُثر عليها أثناء المداهمات إلى أن أحد عملاء حزب الله المسؤول عن “العلاقات الخارجية” كان يزور المسجد الأزرق في هامبورغ بشكل متكرر.
وفي عام 2016، نقل هذا العميل “الشكر والتقدير” من حزب الله إلى زعيم IZH آنذاك على “الدعم المالي والمعنوي والاستشاري” المقدم. كما ربطت أدلة أخرى من هاتف مفتح ومسؤولين آخرين في IZH بينهم وبين عميل حزب الله بشكل مباشر، حيث تم اكتشاف رقم هاتفه في جهات الاتصال الخاصة بهم.
كما كشف التحقيق أن ممثلي IZH وحزب الله ناقشوا مشروع بناء مسجد في منطقة هانوفر، والذي كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بـ IZH. وبحسب ما ورد، كان “قسم العلاقات الخارجية” لحزب الله في لبنان متورطًا بشكل كبير في التخطيط لهذا المشروع، حيث تم إرسال تقارير عن قضايا التنفيذ مباشرة إلى زعيم حزب الله حسن نصر الله. ويحقق المدعي العام الفيدرالي الألماني حاليًا مع العديد من المسؤولين من جمعية المسجد في ولاية سكسونيا السفلى للاشتباه في عضويتهم في منظمة حزب الله الإرهابية.
كما ورد في 22 نوفمبر 2023، سلط اعتقال أسد الله أسدي، وهو ضابط كبير في سفارة النظام الإيراني في فيينا، الضوء على التهديد الكبير الذي تشكله شبكات التجسس التابعة لطهران. في عام 2018، احتجزت السلطات الألمانية أسدي على أراضيها، وكشفت عن أدلة حاسمة أثناء تحقيقاتها.
ومن بين العناصر التي تم العثور عليها في سيارة أسدي دفتران: “دفتر أسود” يحتوي على تعليمات صنع القنابل و”دفتر أخضر” مليء بالإيصالات التي تُظهر المدفوعات المقدمة إلى العديد من الأفراد في جميع أنحاء أوروبا. وكشفت هذه الوثائق عن رحلات أسدي المكثفة في جميع أنحاء أوروبا ودعمه المالي للعملاء الموالين للنظام الإيراني.
ووثق الدفتر الأخضر، الذي يحتوي على 289 ملاحظة باللغتين اللاتينية والفارسية، عناوين وتفاصيل مواقع مختلفة، بما في ذلك المتاجر والفنادق والمطاعم في العديد من البلدان الأوروبية، مع وجود عدد كبير منها في ألمانيا.
والجدير بالذكر أن أحد الإدخالات أشار إلى المركز الإسلامي في هامبورغ. وعلى الرغم من وجود معلومات استخباراتية عن هذه الشبكات، فإن أجهزة الأمن الغربية تخاذلت في كثير من الأحيان في اتخاذ إجراءات فعالة، ربما بسبب اعتبارات سياسية أو التقليل من تقدير مستوى التهديد.
وقد أبرزت إدانة أسدي وشركائه في بلجيكا الخطر المحتمل الذي تشكله الخلايا النائمة التابعة لطهران، وكشفت عن قدرتها على فرض مخاطر جسيمة على الأمن القومي وسلامة المواطنين والقادة على حد سواء.