موقع المجلس:
تواجه محافظة سيستان وبلوشستان ظروف قاسیة، مع عدم الاکتراث الاهمال المتعمد من جانب الدیکتاتوریة الحاکمة في ایران.
ولهذا تعد هذه المحافظة من أفقر محافظات إيران، وفقًا لإحصاءات النظام. في الصور الواردة من هذه المحافظة، يبدو كأن الزمن توقف، دون أي علامات للتطور أو التقدم. يمكن للمرء تصور حياة الناس ليس فقط في عاصمة المحافظة، بل وأيضًا في مدينة خاش.
ويتجلى الفقر بشكل جلي في قرية قادر آباد بخاش، حيث يعم الحرمان والبؤس. تظهر المقاطع المصورة من هناك منازل مدمرة جزئيًا، مساحات متربة، ووجوه متعبة.
وفي هذا المكان المنسي، لا تظهر علامات الرفاهية أو فرح الأطفال، بل تسود قوات أمن النظام المرعبة التي تقمع أي صوت معارض. وفي مثال حديث بتاريخ 29 يوليو/تموز، هاجمت هذه القوات القرية بذرائع واهية، فتشت المنازل، وأطلقت النار، ما أسفر عن إصابات عديدة ومقتل امرأة من السكان.
ويُلاحظ الظلم والقمع الذي يمارسه عملاء خامنئي ضد بلوشستان أيضًا من خلال الإعدامات المستمرة. وتشير النسبة العالية من الإعدامات التي طالت البلوش إلى خوف النظام من تحدي السکان الشجعان في هذه المنطقة.
ويتجول رجال البلدية وعناصر الحرس في كل مكان لهدم منازل النساء المسنات والعزل. وتعد أخبار تدمير منازل الناس جزءًا منتظمًا من الأخبار المتعلقة بالمنطقة، ومشاهدة مقاطع الصراخ والتوسلات في مواجهة الظالمين تغلي الدم.
لمس المواطنون البلوش العداء والاستهزاء والرصاص من الملالي والشاه لأكثر من قرن. وتم إسكات كل صوت احتجاجي بالرصاص الساخن وفوهات البنادق. إذا كانت معدلات المشاركة المنخفضة في الانتخابات الصورية للنظام تنتمي إلى هذه المحافظة، فهذا لم يكن مصادفة. لسنوات، أوضح سکان المحافظة أن النظام هو عدوهم.
منذ سنوات، ارتبطت احتجاجات المواطنين البلوش بأنشطة وحدات المقاومة الإيرانية، وهي شبكة من نشطاء منظمة مجاهدي خلق الایرانیة الموجودة في جميع أنحاء البلاد. ولم يكن هناك يوم جمعة في السنوات الأخيرة لم تملأ فيه وحدات المقاومة جدران وشوارع مدن بلوشستان بشعاراتها الملحمية، وقد أدركوا أنه لتحقيق مطالبهم، يجب التواصل مع حركة الحرية الوطنية.
ونشرت وحدات المقاومة شعارات الوحدة والمقاومة، مثل “لا للشاه لا للملالي”، معبرة عن رفض الشعب الإيراني لجميع أشكال الاستبداد. وفي مواجهة موجة الإعدامات الشديدة، أعلنوا: “نحن أقوى من الموت والإعدامات والمذابح”.
ويعتبرون “تدمير منازل الناس في بلوشستان” بأنه “أداة ضغط في نظامي الشاه والملالی”. ويعدون النظام بأن “أيامًا أكثر قتامة تنتظره، وأن العد التنازلي قد بدأ”.
إيمانهم الراسخ بالنصر والمستقبل المشرق لإيران يتمثل في شعارهم: “هذا النظام محكوم عليه بالزوال. وسوف تنتصر الثورة الديمقراطية الإيرانية”.