الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
مع المساعي الجارية من أجل تشکيل حکومة رئيس النظام الجديد بزشکيان وفي الوقت الذي تشتد فيه حالة الصراع والانقسامات بين أجنحة نظام الملالي من أجل تحديد توجهاتها وسياساتها وجعلها مهرة طيعة للنظام وفي خضم غرق النظام في وحل أزمته المستعصية، فقد أبى الملا خامنئي أن لا يکون له دورا بهذا المسار الذي يعنيه بالدرجة الاولى، ولذلك فإنه ومن خلال حداد عادل، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام ومستشاره، قد أدلى بدلوه عندما قام بتوجيه نصيحته المشبوهة لبزشکيان والخاصة بتحديد مسار حکومته وجعلها مربط الفرس!
الملا خامنئي الذي رأى بأم عينيه کيف إن إبراهيم رئيسي، سفاح مجزرة السجناء السياسيين عام 1988، لم يتمکن من الوقوف بوجه الشعب وحدثت في عهده أکبر وأقوى إنتفاضة شعبية في تأريخ النظام، فکيف الحال مع معتوه مثل بزشکيان الذي قطعا لم تکفي ولا تکفي مزاعمه الکاذبة والمخادعة بالاعتدال والاصلاح لجعل الشعب ينصرف عن النظام، ولذلك فإن خامنئي ومن خلال النصيحة التي قام بتوجيهها لبزشکيان عبر حداد قد طلب من الاخير الترکيز على الجانب الاقتصادي وترك الجانبين الثقافي والاجتماعي!!
نصيحة الملا خامنئي وکما نقلها حداد هي:” أنت تعرف مدى اهتمامي بالقضايا الثقافية. ومع ذلك، أريد أن أنصح الرئيس بالتركيز على حل المشاكل الاقتصادية. يجب أن يكون الرئيس حذرا في الأمور الثقافية والاجتماعية لتجنب خلق المتاعب لنفسه. مشكلتك الرئيسية هي القضايا الاقتصادية. لذا ركز على ذلك، وانتبه للقضايا الثقافية أيضا، لكن لا تخلق مشاكل لحكومتك”، وهنا يمکن السخرية من خامنئي ودميته بزشکيان الى أبعد حد، ذلك إن النظام الذي کان يرفع صوته عالي ويرکز على ما يسميه بثورته الثقافية وبنهجه الفکري وطروحاته الاجتماعية، وإذا به ينأى بنفسه بعيدا عن التصدي للجانبين الثقافي والاجتماعي، فماذا حدث حتى يوجه الدکتاتور خامنئي هکذا نصيحة؟
الحقيقة المرة کالحنظل والتي على خامنئي تجرعها رغم أنفه، هي إن الشعب لم يعد يقتنع بهذا النظام إطلاقا وإن رفضه ليس مبني على العامل الاقتصادي کما يحاول خامنئي أن يوحي لذلك من خلال نصيحته المثيرة للسخرية والتهکم، بل إن رفض الشعب الايراني لنظام الملالي مبني بالدرجة الاولى على العوامل الفکرية والثقافية والاجتماعية وحتى السياسية، ولاسيما بعد أن صار هناك بديل سياسي ـ فکري واضح المعالم لهذا النظام ويتجسد في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية التي يکفي برنامجها الشفاف للمرحلة الانتقالية لما بعد إسقاط النظام کدليل على وطنيتها وتقدميتها وإخلاصها للشعب الايراني.