الحوار المتمدن- سعاد عزيز کاتبة مختصة بالشأن الايراني:
کما کان متوقعا وکما هو منتظر من النظام القمعي الکهنوتي لملالي إيران، فقد أکد بزشکيان في المراسم المثيرة للسخرية لتقليده منصب رئيس النظام، بأنه ليس إلا مجرد دمية في طاعة ولي نعمته الملا خامنئي عندما قال:” مهمتي وحكومتنا المستقبلية هي الالتزام بالرؤية التي حددها القائد المعظم والسياسات العامة التي أعلنها”!
مراسيم التقليد التي أقيمت بحضرة الطاغية خامنئي في يوم الاحد الماضي المصادف 28 من يوليو2024، حيث کتب الملا خامنئي في مرسومه:” تكريسا لإرادة الشعب العظيم، أنفذ أصواتهم في اختيار الشخصية الحكيمة، الصادقة، الشعبية والعالمة، جناب السيد الدكتور مسعود بزشكيان، وأقلده منصب رئاسة جمهورية إيران الإسلامية” غير إنه لفت الانظار الى ملاحظة تٶکد حقيقة بأن بزشکيان مجرد دمين وعبد مأمور لايمکنه أن يحيد عن الطريق والنهج الذي يحدده له عندما أضاف في المرسوم:” ألفت إلى أن رأي الشعب وتنفيذي يستمران ما دام نهج جنابه هو الصراط المستقيم للإسلام والثورة”!
المثير للسخرية التهکم البالغين، إن الکثيرين قد طبلوا وهللوا لقدوم بزشکيان واصفين أياه بالمعتدل الذي سيغير من سياق الامور وسيقوم بما لم يقم به غيره، لکن مجرد ملاحظة بسيطة وحتى عابرة لما جاء في مرسوم الملا خامنئي والخنوع الذليل الذي أعلنه بزشکيان أمامه يبين بأن هذا الرجل لايختلف عن أسلافه إن لم يکن أسوء منهم، وقد أثبتت تجارب الاعوام الماضية بأن النظام سيبقى غارقا في المشاکل والازمات طالما بقي سائرا على النهج الکهنوتي وبقي الملا خامنئي على رأس النظام.
بزشکيان الذي أکد في رده على على قرار الملا خامنئي الذي تلاه الملا کلبايکاني إخلاصه لأطر النظام وذكر خميني وغيره من رموز نظام الجريمة والنهب، قائلا: “أحيي ذكرى الإمام خميني والفريق قاسم سليماني، وأحيي رجايي وباهنر ورئيسي، وجميع خدام النظام، وأنا ممتن لفضل وحكمة المرشد الأعلى”، وکأنه بذلك يثبت منذ البداية کونه مجرد أداة أخرى من أدوات هذا النظام وإن کل ما قد قيل ويقال بشأن إعتداله وإصلاحه، ليس إلا مجرد أضغاث أحلام!
منذ اليوم الاول لتقلده منصب رئيس الجمهورية، صار واضحا للعالم کله بأن بزشکيان ليس إلا مجرد عبد ذليل ومطيع للملا خامنئي وللنظام القمعي الاستبدادي ومن إنه سيعمل کل مابوسعه من أجل إستمرار هذا النظام ومواصلة نهجه القمعي على حساب الشعب الايراني وعلى حساب مستقبل أجياله الآتية، وإنه ليس هناك من أي طريق لإزاحة کابوس ولاية الفقيه من على صدر الشعب الايراني إلا بمواصلة النضال من أجل إسقاطه وإقامة الجمهورية الديمقراطية.