صورة عن ادمان الاطفال في ایران- آرشیف
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
تعرضت المرأة الايرانية لأکبر عملية ظلم وغدر من قبل نظام الملالي الذي صار معروفا عدائه وکراهيته المفرطة للمرأة بسبب من جنسها وکيف إنه سعى ويسعى بکل الطرق والاساليب من أجل إعادتها الى حياة وأوضاع مشابهة للعصور الوسطى، لکن يجب علينا الاستدراك من إن المرأة الايرانية ليست لوحدها من عانت من ظلم وإجحاف نظام الملالي بل إن معظم الشرائح والمکونات الاخرى للمجتمع الايراني قد تعرضت للظلم والإجحاف مع ملاحظة إن القسط الاوفر من هذا الظلم قد وقع على المرأة.
نظام الملالي وبسبب سوء الادارة والعبث والفوضى السائد فيه ولأنه نظام يفتقر الى الاساليب العلمية والحضارية في إدارة الشٶون المختلفة للشعب الايراني، فإن التأثيرات والتداعيات السلبية لذلك تکون واضحة على الشعب الايراني بشکل عام وشريحة الاطفال بشکل خاص، خصوصا وإن البحوث والدراسات المختلفة قد دلت على إن الاطفال قد عانوا الامرين ولازالوا يعانون من جراء حکم الملالە البغيض، فهم يعانون من سوء التعليم ومن سوء التغذية ومن الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية السلبية.
أعداد الاطفال الذين يترکون مقاعد الدراسة أو يحرمون منها لأسباب وعوامل شتى تتعلق أساسا بنظام الملالي وسوء الادارة والاخفاق في توفير الاجواء الصحية المناسبة لکي يتلقى الاطفال المعاملة المناسبة التي تعينهم وتساعدهم على التنشأة بالصورة الصحيحة والمناسبة التي تخدم وطنهم.
ويسلط تقرير صدر مؤخرا عن وكالة الأنباء نادي الصحفيين الشباب الضوء على الظروف المروعة التي يواجهها الأطفال الذين يجمعون القمامة في إيران. وجاء في التقرير: “بسبب سوء الإدارة والسياسات المضللة والتضخم وارتفاع الأسعار، بدلا من الراحة واللعب تحت رعاية أسرهم، يضطر هؤلاء الأطفال إلى البحث في صناديق القمامة من أجل قوتهم اليومي ومستقبلهم”.
ووفقا لهذا التقرير”يشكل الأطفال العاملون الآن 15٪ من عدد الأطفال في البلاد”. وفي محافظة بوشهر، الوضع مزري بشكل خاص. وعلى الرغم من عدم توفر إحصاءات حديثة، أفاد المدير العام للرعاية الاجتماعية في عام 2022 أن أكثر من 870 طفلا عاملا يعيشون في المقاطعة، 80٪ منهم من الفتيان المتعلمين الذين يعملون في بيع الزهور وتنظيف نوافذ السيارات وحمل البضائع وجمع القمامة”.
الملفت للنظر والجدير بالملاحظة إنه وعلى الرغم من أن إيران تعد بلدا غنيا بموارده الطبيعية وثرواته الهائلة، إلا أن النظام يفضل إنفاق هذه الثروات على الحروب وإثارة الإرهاب في المنطقة بدلا من رعاية شعبه. إنفاق النظام الإيراني على المغامرات العسكرية ودعم الجماعات المسلحة في دول الجوار يأتي على حساب تحسين حياة المواطنين وتوفير حقوقهم الأساسية، مما يزيد من معاناتهم ويعزز من دائرة الفقر والبؤس.
وتعد ظاهرة الأطفال العاملين في إيران الوجه الآخر للسرقات والفساد الهائل الذي يمارسه النظام. يوميا، تطالعنا الصحف الإيرانية بقصص الأطفال الذين يجبرون على العمل في ظروف قاسية بحثا عن لقمة العيش، بينما تذهب ثروات البلاد لجيوب القلة المتنفذة في السلطة. ويدرك الشعب الإيراني أن بقاء هذا النظام يعني استمرار وتعمق معاناتهم، وأن الحل الوحيد هو تجاوز هذا النظام وإقامة حكومة وطنية تهتم بمصالح الشعب وتعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية.