موقع المجلس:
تُعد إيران تقليديًا دولة ذات مرافق رعاية صحية جيدة في الشرق الأوسط، لكنها الآن على شفا أزمة شديدة. ويُعَد النقص الوشيك في الأطباء وطاقم التمریض أحد أكثر القضايا إلحاحًا. يغادر العاملون في مجال الرعاية الصحية بأعداد غير مسبوقة، حاملين شهاداتهم، للبحث عن حياة أفضل خارج إيران. هذا الاتجاه، الذي من المرجح أن يزيد سنويًا، يشكل تهديدًا كبيرًا لمستقبل الرعاية الصحية في البلاد.
قطاع التمريض أيضًا في حالة مقلقة. سنويًا، يحصل حوالي 3000 ممرض وممرضة على شهادات هجرة من منظمة التمريض، في حين أن إجمالي عدد الطلاب في كليات التمريض يبلغ 10000. النسبة الحالية للممرضين لكل سرير في المستشفيات في إيران أقل من واحد، وهي أقل بكثير من المتوسط العالمي الذي يبلغ ثلاثة ممرضين لكل سرير. مع زيادة أرقام الهجرة، فإن السيناريو المستقبلي للمستشفيات الإيرانية يبدو كئيبًا بالفعل. تظل العديد من التخصصات الطبية شاغرة بسبب صعوبة العمل أو قلة الدخل، مما يثني الطلاب المحتملين عن اختيارها.
لذلک تواجه الرعاية الصحية حالیاً في إيران أزمة مقلقة. وفقًا لتقرير حديث من موقع “عصر إيران”، فقد ارتفعت هجرة الأطباء بنسبة 200٪، حيث تظل 80٪ من قدرات التخصصات الطبية في طب الأطفال والتخدير غير مشغولة. علاوة على ذلك، فإن عدد الأسرة في المستشفيات في إيران هو نصف ما هو عليه في الدول المجاورة. تُظهِر هذه الإحصائيات صورة قاتمة لمستقبل الرعاية الصحية في البلاد.
وقال المتحدث باسم منظمة النظام الطبي للنظام : “بعد جائحة كورونا، زادت هجرة الأطباء بنسبة 200٪.” ولم تقتصر هذه الهجرة على الأطباء العامين، الذين كانوا يشكلون الغالبية من قبل في الحصول على شهادات حسن السيرة من أجل الهجرة. كما شهد عدد المتخصصين والفوق متخصصين المتقدمين لهذه الشهادات زيادة كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، زادت طلبات الحصول على شهادات حسن السيرة بين القابلات أكثر من عشرة أضعاف في السنوات الأخيرة.
وقال “العديد من الأطباء، بعد سنوات من الدراسة، لا يحصلون على الدخل المرتفع الذي يتوقعه المجتمع منهم”، وهذا التفاوت بين التوقعات والواقع هو أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الأطباء والممرضات للهجرة. الزيادة في معدلات الانتحار بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، المنسوبة إلى الظروف الصعبة للعمل، تزيد من تفاقم الوضع.
الأزمة لا تقتصر على الموارد البشرية فقط. البنية التحتية للرعاية الصحية، بما في ذلك المعدات الطارئة ومرافق المستشفيات، بحاجة ماسة إلى التحديث. حاليًا، عدد الأسرة في المستشفيات غير كافٍ، مما يزيد من التحديات التي يواجهها قطاع الرعاية الصحية.
وتتفاقم هذه الحالة المزرية في ظل تخصيص النظام الإيراني مليارات الدولارات لبرنامجه النووي. الشعب الإيراني هو الذي يتحمل تبعات هذا المغامرات النووية، ويدفع ثمن سياسات علي خامنئي. علاوة على ذلك، فإن التزام النظام المالي الكبير بالتدخل في دول أخرى وتصدير الإرهاب، من خلال تشكيل ميليشيات في العراق واليمن ولبنان وغيرها من الدول، يشكل عبئًا ثقيلًا على الشعب الإيراني.
في ظل هذه التحديات الساحقة، لا يرى الشعب الإيراني حلاً سوى الإطاحة بالنظام وتأسيس حكومة وطنية تضع مصالح الشعب في الأولوية. الانتفاضات في 2017 و2019 و2021 تشير إلى تطلع الشعب للتغيير، وهو تطلع لا شك أنه سيتحقق في المستقبل القريب.