الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
سعى نظام الملالي کثيرا لإستغلال وتوظيف الانتخابات الرئاسية وفوز مسعود بزشکيان، على إنه إنتصار للنظام ويٶکد قوته ووحدته وتماسکه، وکأنه يوحي بأن النظام عموما وخامنئي خصوصا، قد تمکنا من أن يجبرا فقدانهما لرئيسي، في حين إذا ماقمنا بالتدقيق في الامر ونظرنا له من مختلف الجوانب لرأينا کذب وزيف زعم قوة ووحدة وتماسك النظام.
الملاحظة الجديرة بأخذها بنظر الاعتبار والاهمية، هي أن خامنئي عندما قام بهندسة الانتخابات التشريعية والرئاسية على أثر إنتفاضة 15 نوفمبر2019، فإنه قد سعى لجعل النظام بلون واحد ورکز على سياسة الانکماش الى أبعد حد، لأنه صار يرى خطر السقوط محدقنا بالنظام من خلال الانتفاضات المتتالية، بل وحتى إن تنصيبه لرئيسي کان بمثابة أکبر وأوضح دليل على السعي لتقليص دائرة القوة والنفوذ في النظام ەجعلها حصرا به وبالجناح المتشدد الذي يقوده.
وبهذا الصدد، وفي ظل تزايد التوترات والانقسامات داخل هيكل السلطة في النظام الإيراني، تظهر علامات واضحة على الصراع بين الفصائل المتنافسة بشكل علني. تتفاقم هذه الصراعات، المعروفة بـ “الصراع بين الذئاب”، على خلفية مقاطعة الناس الشديدة لانتخابات النظام والإخفاقات المتتالية على الصعيدين المحلي والدولي.
وبهذا الصدد، فإن صحيفة (جوان)، التي تعد من الصحف القريبة من المؤسسات العسكرية والأمنية، وجهت مؤخرا انتقادا لبزشكيان، معلنة أنه يملك أدنى نسبة أصوات لرئيس جمهورية في تاريخ النظام. هذا الادعاء يظهر عمق الخلافات ومحاولات إضعاف الخصوم في المجال العام.
أما محمدرضا عارف، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، أكد أن خطط خامنئي لتوحيد أركان النظام قد باءت بالفشل. تشير هذه التصريحات إلى فشل خامنئي في تحقيق أهدافه بعد هلاك رئيسي. ومن جهته، أعرب هاشمي طبا، من الشخصيات المعروفة في فصيل المهزومين داخل النظام، عن قلقه بشأن الأدوار الخفية وتشكيل حكومة ظل من قبل بعض الفصائل. وبناء على مفهوم “حكومة الظل” الذي يزعم أن سعيد جليلي قد ادعى، شدد على أن مثل هذه الإجراءات ليست فقط عديمة الجدوى بل مثيرة للسخرية. وفيما يخص عباس عبدي، فقد انتقد بشدة التعيينات الأخيرة في الحكومة، معلنا أن العديد من هذه التغييرات يجب أن تراجع وأنها تعتبر غير ملائمة وفاسدة بشكل افتراضي.
وکل ماقد أسلفنا ذکره يبين ثمة حقيقة واحدة لامجال لإنکارها أو التهرب منها وهي إن النظام في حالة تصدع واضحة وإن الصراع والاختلافات تزداد تفاقما في نظام الملالي.