الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
منذ أکثر من ثلاثة عقود، يقوم نظام الملالي ومن خلال لعبة مشبوهة له، بإلهاء وخداع المجتمع الدولي بلعبة الاصلاح والاعتدال المزعومة والتي بدأها النظام بمحمد خاتمي ومرورا بحسن روحاني، ويبدو إنه يريد أن يواصلها الان من خلال الدمية الجديدة لخامنئي، مسعود بزشکيان ولکن ومع کل تلك الاعوام الطويلة التي شهدت حکم خاتمي ومن بعده روحاني، فإنه لم يشهد العالم ولو مجرد خطوة عملية واحدة بإتجاه الاصلاح والاعتدال بمعناهما الحقيقي والواقعي.
المزاعم الواهية والمخادعة للاعتدال والاصلاح، والتي لم يقبض الغرب وقبله الشعب الايراني من وراءها من شئ سوى الخطب والوعود البراقة والطنانة، والتي يمارسها نظام الملالي منذ أکثر من 30 عاما،وهي في الحقيقة ليست إلا کسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا، غير إن الذي يمکن فهمه وإستخلاصه من إستمرار هذه اللعبة ولکن من دون نتيجة، هو إن النظام الايراني يسعى الى إستخدام هذه اللعبة کغطاء من أجل خداع المجتمع الدولي وجعله ينتظر أمرا وقضية لن تحدث أبدا، ولاسيما خلال هذه المرحلة بالغة الخطورة والحساسية التي يمر بها النظام.
ملالي إيران الذين يسعون من أجل خداع العالم وليس الغرب لوحده والتمويه عليه بأن هناك حل من داخل النظام من خلال لعبة الاعتدال والاصلاح من أجل أن يجعلوا المجتمع الدولي ينأى بنفسه عن الخيارات الاخرى المتاحة من أجل حل ومعالجة الاوضاع الوخيمة في إيران، تبادر السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية لتسفيه ودحض هذا الرأي و بيان سقمه وضحالته المفرطة عندما أکدت في کلمتها خلال إجتماع للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية في السادس من يوليو الجاري في باريس والذي تناول أوضاع إيران وتطوراتها المستقبلية بعد مسرحية الانتخابات الاخيرة ورئاسة مسعود بزشكيان في النظام الإيراني:” كان بزشكيان نفسه قد أكد بالفعل أنه ذاب في ولاية الفقيه.لقد أوضح هو نفسه أن “إيماني هو أن أكون مخلصا للقائد”.وأعلن مرارا وتكرارا أن قاسم سليماني “بطل قومي” وأكد: “ليس من المفروض أن نغير المسار” وتعهد بأنه يريد “تحقيق الأهداف التي ينصب عليها الولي الفقيه”. وبعبارة أخرى، ما يأمر به خامنئي ويريده، فهو ملزم بتنفيذه.” مضيفة ” كما أعلنت أن الإصلاحيين داخل نظام غير قابل للإصلاح، والذين کما یقول زعماؤهم، یتسولون للحصول على مقعدين أو ثلاثة في البرلمان، تم استهلاكم هذه المرة لرفع نسبة المشاركة مع مرشح عندما سئل عن برنامجه قال ان خامنئي هو الذي سيقرر البرنامج والسياسة والعزوف عنه هو خط أحمر بالنسبة لي.”.
طوال الاعوام التي أمضاها الغرب والعالم وهم ينتظرون التغيير المنتظر من داخل النظام، والشعب الايراني وشعوب المنطقة يواجهون مساوئ وشرور وعدوانية نظام الملالي حيث يواصل نهجه القمعي المتطرف الذي يهدف الى فرض ثقافة وفکر قرووسطائي ليس على الشعب الايراني فقط وانما على جميع شعوب ودول المنطقة دونما إستثناء، وهو الامر الذي باتت تظهر خطورته ليس على شعوب ودول المنطقة فقط وانما العالم کله، ولهذا فإن الحقيقة الاساسية والاهم التي يجب على الغرب والعالم فهمها وإستيعابها هي إن بزشکيان لن يغير من الامر شيئا وإن التغيير لايمکن أبدا أن يحدث من داخل النظام وإنما من خارجه على يد الشعب والمقاومة الايرانية.