الثلاثاء,23يوليو,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارذئب الامس لن يصبح حملا

ذئب الامس لن يصبح حملا

میدل ایست اونلاین – نزار جاف:
يدرك خامنئي وبقية قادة إيران خطورة مؤشر تراجع الاهتمام بالانتخابات وانفراط الشعب الإيراني من حولهم.
مجسم لصندوق انتخابي في ساحة بطهران انتخابات فاترة رغم الترويج
جهود غير عادية بالمرة بذلها ويبذلها النظام الايراني من أجل ضخ دماء جديدة في شرايينه المتصلبة وإخفاء آثار ومظاهر الزمن القاسية التي طفقت تظهر عليه وهي تؤذن بقرب نهاية عمره الافتراضي. ولأن هذا النظام شرع بوضع لبنات شروره الاولى في إيران وبلدان المنطقة، فإنه كما يبدو يسعى من أجل العودة لعملية تجميل لوجهه القبيح من هناك.

في إيران، وبعد المشاركة المتواضعة جدا في الانتخابات التشريعية، فقد جاءت الانتخابات الرئاسية لتوثق الشرخ القائم بين النظام وبين الشعب الايراني، وهذا في وقت يزيد قادة النظام وفي مقدمتهم خامنئي من عيار الوعود “الوردية” للشعب بتحسين الاوضاع وبتمكن النظام من مواجهة التحديات المحدقة به وتحقيق أهدافه التي يصر على إنها أهداف الشعب والاخير بريء منها براءة الذئب من دم يوسف.

خامنئي والآخرون من قادة النظام، يطلقون الوعود جزافا من أجل إعادة الجسور بين الشعب وبين النظام الى ما كانت عليه قبل 16 سبتمبر 2022، بيد إن الذي فات ولا زال يفوت خامنئي والنظام، هو إن الشعب الايراني قد وصل بعد 16 سبتمبر 2022، الى قناعة راسخة من إن رداءة الاوضاع التي يعاني منها منذ 45 عاما تكمن في بقاء وإستمرار النظام، أي وبالمختصر المفيد؛ المشكلة أساسا تكمن في النظام نفسه وليس في أي شيء آخر، وهذا يعني بالضرورة القهرية إن الشعب قد وصل الى قناعة كاملة ليس بضرورة بل وحتى بحتمية التغيير الجذري في هذا النظام.

في بلدان المنطقة، ذئب وضبع الامس، يسعى لكي يبدو كحمل وديع وكداعية خير وسلام ووئام، إذ أنه من المفيد جدا هنا لفت الانظار الى أن دعوة تحسين علاقات هذا النظام العدواني الشرير مع بلدان المنطقة، لم تبدأ خلال عهود مزاعم الاعتدال، وإنما بدأت خلال عهد واحد من صقور النظام ممن تلطخت يداه بدماء آلاف السجناء السياسيين، وإن الانفتاح على بلدان المنطقة وبشكل خاص تلك التي سعى الى الهيمنة عليها بطريقة وأخرى، كما حدث مع مصر خلال فترة الرئيس الاخواني الراحل محمد مرسي. وفي الامر أكثر من ملاحظة، رغم إن أهم ملاحظة هي إن أوضاع النظام متعثرة جدا وإن خطاه لم تعد سريعة ونشيطة كالسابق، ولذلك فإنه يريد إيقاف أو بالأحرى تجميد مخططاته الشريرة تجاه هذه الدول لإشعار آخر الى حين يجد في نفسه القوة والنشاط ويصبح بمستوى ذلك.

في العراق، وبعد أعوام من ممارسة سياسة مشبوهة للنظام ضد الاقليم الكردي، وسعيه من أجل فرض أجندته على حزب البرزاني، وقام ما قام من أعمال ونشاطات بعضها مثير للسخرية والتهكم البالغين، فها هو وبعد إستقبال نيجيرفان البرزاني في طهران من قبل خامنئي، يقوم بإرسال رسائل بطرق وأساليب مختلفة لمسعود البرزاني للذهاب الى بغداد وإستقباله إستقبال حافل وكأن شيئا لم يكن، ولكن ذلك يجري من أجل تحسين وضع “ضغط الدم وسكري” النظام الايراني ومنحه شيئا من القوة لكي يبقى عنتر زمانه!

على مر العقود الاربعة، واجه نظام الملالي في إيران كما هائلا من الاحداث والتطورات غير العادية وحتى يمكننا القول أن العديد منها كانت كافية لجعله أثرا بعد عين، ولكنه وفي كل مرة كان يخرج من بين ركام ذلك الحدث كالشعرة من العجين. والملفت للنظر إن ملالي إيران وعندما تقتضي مصلحة النظام فإنهم لا يتورعون عن القيام بأي شيء. ولعل من المفيد جدا هنا التذكير بحادثتين والتمعن فيهما مليا لمعرفة ماهية هذا النظام وعدم وجود خطوط حمراء لديه. الحادثة الاولى كانت في التفجير التي وقع في المشهد الروضي في أواسط العقد التاسع من الالفية الماضية وإتهموا بها منظمة مجاهدي خلق، ثم جاءت المفاجأة عندما إعترف ضابط منشق من الحرس الثوري بأن النظام الايراني هو من قام بذلك!

أما الثانية فهي تتعلق بتفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء حيث أكد الجنرال جورج شلتن، قائد الجش الاميركي في العراق عام 2006، في تصريح له في باريس أثناء مشاركته في تجمع للمعارضة الايرانية، بأن عنصرين تابعين للنظام الايراني هما من قاما بعملية التفجير وجرى تسليمهما وقتها لرئيس الوزراء العراقي في حينها نوري المالكي لإتخاذ الاجراءات، ولكن تم لفلفة القضية وكأن شيئا لم يكن!

لم ير أحدا الشيطان، ولم يسبق وأن تجسد لأحد في هيئة ما، ولكنني أجد نفسي ولأسباب مختلفة واثقا والى حد بعيد بأنه إذا كان بالامكان تشبيهه بأحد ما، فإنني لا أجد هناك من يمكن أن يصلح لهذا الامر سوى النظام الإيراني.