حدیث الیوم:
موقع المجلس:
يبدو أن خامنئي اضحی مرتبكا بين سُمّ مصرع رئيسي ومطرقة مقاطعة مسرحیة انتخابات الرئاسیة، و نسي تصريحاته السابقة عندما عُيّن إبراهيم رئيسي الجلاد رئيسا للبلاد في ذلك الوقت، قال بوضوح حول معنى عدم التصويت، إن “غياب الشعب عن الانتخابات هو بطبيعة الحال ابتعاد الشعب عن الجمهورية الإسلامية” (16 يونيو 2021″ مما يتناقض مع ادعاءاته الحالية.
و لکن أخيراً و بعد خمسة أيام من الصدمة الناجمة عن مقاطعة 88 في المائة من الأمة الإيرانية للانتخابات، كسر خامنئي صمته واعترف بهذه المقاطعة التي تُعتبر ضربة قاتلة لنظام الملالي، قائلا: “في الجولة الأولى من الانتخابات، لم تكن مشاركة الشعب كما توقعنا، بل كانت أقل مما كنا نتوقع”.
ثم حاول بسخرية تحريف المعنى الواضح لهذه المقاطعة الساحقة، والتي سُجلت رسميا كحدث غير مسبوق في تاريخ الانتخابات المزيفة للنظام، بكل ما فيها من تزوير منهجي وتزوير واسع النطاق. وقال خامنئي: “إذا اعتقد أحد أن الذين لم يصوتوا كانوا ضد النظام، فهو مخطئ تماما، وهذا التصور وهذا الفهم خاطئ بنسبة 100٪”. وأضاف بشكل سخيف: «[الشخص الذي لم يصوت] لديه مشاكل، لديه هموم، لديه وظائف، ليس لديه صبر، ليس لديه وقت، هناك كل أنواع العقبات التي تمنعه من القيام بذلك”.
نسيان خامنئي لدعوته السابقة
كما نسي خليفة الرجعية البائس أنه في 28 يونيو، عندما أدلى بصوته، دعا إلى إقبال كبير، واعتبر “تعدد الناخبين” هو “الحاجة الأكيدة” للنظام، ووصف “ديمومة النظام وثباته” و”كرامته وهيبته” بأنها “مرهونة بمشاركة الشعب في الانتخابات” واعتبرها “أمرا ضروريا وإلزاميا”، وهذه التصريحات تعني، بعد المقاطعة القاتلة في نفس اليوم نفسه (28 يونيو)، فقدان كرامته وشرفه.
إن محاولة خامنئي السخيفة لتشويه المعنى الواضح لمطرقة الشعب تشير إلى خوفه الشديد من معناها الحقيقي سياسيا واجتماعيا، ولذلك يصر على إقناع قواته بأنه “إذا اعتقد أي شخص أن الذين لم يصوتوا كانوا ضد النظام، فهو مخطئ بشكل كبير”.
لكن اندفاع خامنئي اليائس لتشويه الحقيقة يكشف فقط عن شدة الضربة التي تلقاها هو ونظامه الذي عفا عليه الزمن. هذا المعنى واضح لدرجة أنه لم المراقبين ووسائل الإعلام الدولية، بل وأيضا الصحف التي تديرها الدولة على الاعتراف به.
وكتبت صحيفة ابتكار الحكومية: “بالنظر إلى انخفاض إقبال الناخبين وثلاث حركات احتجاجية في جميع أنحاء البلاد بين عامي 2017 و 2019، فإن انخفاض الإقبال على الانتخابات سيواجه النظام السياسي الإيراني بأزمة شرعية “.
واعترفت صحيفة اعتماد بفشل هندسة مهزلة الانتخابات في إظهار المنافسة والإقبال، وكتبت: “في 28 حزيران/يونيو، رُفع علم التعددية والمنافسة، لكن راية جذب الجماهير قد انخفضت، وغيرت الانتخابات، بوجهها المزدوج، مسار السياسة الإيرانية… مع حدوث ذلك، على الرغم من إعطاء باستور(المقر الرئاسي) لوجه جديد، فإن الإنذار الذي يتم إشعاله داخل المجتمع يمثل مصدر قلق مزدوج. وعلى أي حال، فإن مفارقة وازدواجية الديمقراطية الإيرانية في انتخابات 28 يونيو بلغت ذروتها في حقيقة أن جمهورية إيران الإسلامية، تلقت هذه المرة، جرس إنذار أكبر من ذي قبل مع غياب جماهير الشعب”.