واشنطن تايمز ـ 15 ـ 1 ـ 2007 ـ بقلم ديفيد وادينغتون
حكام ايران الأصوليين هم أصحاب المكر والخديعة ورئيس جمهوريتهم أيضاً على شاكلتهم. يبدو إن محمود احمدي يقسم بأن أفضل طريقة للتقليل من تداعيات الهزيمة,هي الإيحاء بأنهم منتصرون. لقد حان الوقت للغرب كي يمارس نفس الأسلوب الذي لعبه المذكور حتي الآن, أي الرد عليه بأسلوب «الهجوم» نوعاً ما.
إن الشعارات والتخرسات التي يطلقها السيد احمدي نجاد,تصعيد الأزمات في العراق ولبنان وفلسطين ومواصلة العمل الدؤوب في مجال التسلح النووي,تدل على الضعف وليس القوة. إن كعب إخيله,يتمثل في النفوس الشابة المتعطشة للتغيير وفي حركة المقاومة القادرة على إحداث هذا التغيير.
إن الإحتجاجات الغاضبة للطلبة في جامعة امير كبير,الذين أحرقوا صور احمدي نجاد وهم يهتفون« الموت للديكتاتور» أثبت بأن الجيل الإيراني الجديد قد وصل إلى نقطة الغليان وبات غير مستعداً للرضوخ أمام الديكتاتوريبة والإضطهاد.إقتصادياتهم قد دمرت,البطالة والفقر يسودان المجتمع الإيراني,أبسط حقوق المواطنة معدومة,الكبت القاسي والعقوبات الخاصة بالعصور الوسطى,تبقى عاجزة أمام الجهود التي يبذلها هؤلاء الشباب لنيل الحريةولايمكن السيطرة عليها. السيد احمدي نجاد والمستبدين أصحاب العمائم في طهران يرون في قنبلة نووية واحدة, ضمانةً لبقائهم ويتوقعون من الغرب النحيف المساعدة على إمتلاكه.وبينما الغرب وخاصة الإتحاد الأؤروبي يمشيان على قشر البيض كيلا يغضبا الملالي بينما,طهران تهدد,تمارس الإبتزازوتستهزء بالغرب ـ حتى.أعطيت لإيران عنوان المصرف المركزي للإرهاب لكنها في الوقت نفسه, تواصل العمل باتجاه طموحاتها النووية بقوة.الحمد لله وقد أصبحنا نرى مؤشراتِ لتبلور الوعي عند مراكز القوة.ففي زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط,سمًى رئيس الوزراء,طوني بلير,ايران بـ « تحًدِ ستراتيجي»وقال إن القوى الديمقراطية والمعتدلة يجب أن تتوحد لإلحاق الهزيمة بالقوى الرجعية والمتطرفة. وفيما يتعلق الأمر بالجبهة النووية,بعد أن فجًرت المعارضة الإيرانية الرئيسية,المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي, حرز الـ 18 عاماً من الخداع والتضليل في قضية البرامج النووية
الإيرانية, بادر مجلس الأمن الدولي أخيراً بفرض عقوباتِ ضد ايران.
إن قيام السيد احمدي نجاد بوصف القرار الصادر عن مجلس الأمن بأنه« ورقةممزقة» وتهديده للغرب بأنه سوف يندم قريباً من«فعلته الغبية», هما إنموذجان كاملان يعكسان كيف تخفي ايران وجه الهزيمة وراء قناع الهجوم .في الحقيقة إن السيد احمدي نجاد وسيده,آية الله خامنئي يعلمان جيداً أكثر من سواهماأن قرار الحظر هذا(رغم
ليونته)سوف يسرِع من عملية سقوط الملالي.عندما يقول السيد احمدي نجاد بأنه سوف يستخدم صادرات البترول كسلاح في المواجهة النووية مع الغرب, فإنه يمارس العنتريات ليس إلا.في الواقع إن الملالي يحتاجون إلى العائدات البترولية أكثر من حاجة الغرب للبترول.هناك مؤشرات في الغرب تدل على إن بريطانيا قدعادت لتمارس سيطرتها على جنوب العراق بعد أن كان قدسلم للمليشيات الشيعية في طبق من ذهب.
إن مهاجمة القوات البريطانية لوحدات الجرائم الجادة التابعة للبوليس في البصرة يوم عيد الميلاد,كانت رسالة قوية إلى طهران ومليشياتها بأنها سوف لن تكون قادرة بعدئذ القيام بتصرفات عشوائية في هذا الجزء من العراق.
في الوقت ذاته, وبعد ثلاثة أعوام من إتهام النظام في طهران بتوفير الدعم المالي والتسليحي للجماعات الإرهابية في العراق المسؤولة عن مهاجمة المواطنين العراقيين وقوات التحالف, تجرأت الولايات المتحدة أخيراً كي تبادر بالعمل ضد العناصر التابعة لطهران. فقد تم إعتقال إثنين من كبار العسكريين الإيرانيين في المجمًع الخاص بزعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق,من صنع ايراني, لوكانت الولايات المتحدة وبريطانيا تبادران بالعمل مبكراً لإيقاف التدخلات الإيرانية الواسعة في العراق, لما كانت الأوضاع متدهورة إلى هذه الدرجة.
في أي حال, لم يكن الوقت متأخراً جداً.هناك تحالف معادِ للتطرف قد تم تشكيله من قبل في العراق,يتمتع بتوجيهات ومساندة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. مجاهدي خلق هي كبرى الأحزاب في تحالف المقاومة (الإيرانية). أكثر من 5 ملايين و200 ألف عراقي وقعوا على بيان حذروا فيه من الأخطار القادمة من جانب النظام الإيراني وطالبوا بطرد الملالي من العراق.هؤلاء العراقيون والمجاهدون يمثلون القوى الديمقراطية والمعتدلة التي يتحدث عنهم رئيس الوزراء.
لقد حان الوقت كي ينتفض الغرب للمحافظة على مصالحه.عليه أن يلعب مع احمدي نجاد لعبته هو وأن يدعم كعب أخيله. في عملية مشؤومة للإسترضاء و من خلال جوقة التنسيق مع الرئيس الإيراني السابق« المعتدل!» أقدم الغرب على إدراج منظمة مجاهدي خلق الإيرانيةفي القائمة بشكل غير عادل وبناء على رغبات طهران .كان هذا أكبر هدية قدمت للملالي.
إن إنتهاء سياسة الإسترضاء الفاشلة تعني بطبيعة الحال وجوب إستعادة هذه الهدية وهذا الأمر ممكن من خلال سحب إسم المجاهدين من القائمة. وكانت محكمة العدالة الأوروبية العليا السباقة في هذا المجال حيث وفي قرار يدشن لمرحلة جديدة, صدر عنها حكمت بإلغاء القرار الصادر عن الإتحاد الأوروبي والذي وضع بموجبه مجاهدي خلق في القائمة وجمًد ودائعهم. يكفي فقط أن يحترم الإتحاد الأوروبي هذا الحكم الصادر عن أعلى محكمة من محاكمها.
شغل اللورد ديفيد وادينغتون منصب وزير الداخلية في وزارة مارغريت تاتشر ومن ثم كزعيم لمجلس الأعيان وحاكم برمودا.