بسبب الفقر- انخفاض حاد في استهلاك اللحوم في إيران
سلطت الفاشية الدينية الحاكمة في إيران ظلالًا مظلمة على حياة مواطنيها، وأحد أبرز تجلياتها هو الانخفاض الحاد في استهلاك اللحوم. وتكشف الإحصائيات الحديثة حول استهلاك اللحوم في فئات المجتمع الأقل حظًا عن متوسط سنوي مذهل يبلغ 700 غرام للفرد، وهو تباين حاد مع المتوسط العالمي البالغ 41 كيلوغرامًا.
وکشف هذا التقریرالأسباب المتعددة وراء هذا الانخفاض المثير للقلق، ملقيًا الضوء على الفقر الذي يواجهه المتقاعدون والعمال ذوو الدخل الثابت، وارتفاع أسعار اللحوم الفاحشة، والآثار الشاملة على رفاهية العائلات الإيرانية.

الصعوبات الاقتصادية للمتقاعدين والعمال ذوي الدخل الثابت
ويجد المتقاعدون والعمال ذوو الدخل الثابت، الذين يكافحون مع الدخل الشهري المتدني، أنفسهم غير قادرين على تحمل تكلفة لحوم البقر بسبب ارتفاع الأسعار. تواجه الأسرة الإيرانية العادية، خاصة هؤلاء في الطبقة الاجتماعية الدنيا، تحديات مربكة في وضع الطعام على المائدة مع استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة. ومع المعاشات تكاد تغطي الاحتياجات الأساسية، يصبح الحصول على اللحوم الحمراء حلمًا غير متاح للكثيرين.
انخفاض حاد في اتجاهات استهلاك لحوم البقر
وفقًا لوكالة أنباء ايلنا، فإن الإحصائيات التلفزيونية الحديثة حول استهلاك لحوم البقر للفرد ترسم صورة مشؤومة. يبلغ متوسط استهلاك اللحوم لكل عائلة في البلاد 8 كيلوغرامات سنويًا، لينخفض إلى 2 كيلوغرام في الثلاثة فئات الاجتماعية الأدنى. وأكد المستشار الاقتصادي أن استهلاك لحوم البقر للفرد في هذا القطاع هو مجرد 700 غرام سنويًا، مما يُظهر بوضوح الواقع الاقتصادي الصعب الذي يواجهه أكثر أفراد المجتمع ضعفا.

نظرة تاريخية لاستهلاك لحوم البقر في السنوات الأخیرة
وتظهر دراسة البيانات التاريخية، أن انخفاض استهلاك لحوم البقر ليس ظاهرة حديثة. في عام 2011 ، بلغ استهلاك لحوم البقر للفرد 13 كيلوجرامًا، وهو رقم كان مقبولًا نسبيًا. ومع مرور السنوات، أدى ارتفاع ثابت في أسعار اللحوم إلى انخفاض مستمر، ليصل إلى 6 كيلوغرامات فقط في عام 2022 . تتناقض هذه المسارات الصاعدة بشكل مثير للدهش مع المعايير العالمية، كما يظهر ذلك في تقرير منظمة الأغذية والزراعة الذي يشير إلى متوسط عالمي يبلغ 41 كيلوغرام للفرد.
وبحسب البيانات التي أعلنها المستشار الاقتصادي، فإن “استهلاك الفرد من اللحوم الحمراء في الفئات الثلاث الدنيا يبلغ 700 غرام”.
و قال يوسف زاده: المتقاعدون لا توجد لديهم قوة شرائية على الإطلاق، ولا يمكنهم شراء 650 ألف تومان لكل كيلو من اللحوم؛ عندما يحصل المتقاعد على راتب قدره 6 أو 7 ملايين تومان، فكيف يمكن أن يتناول اللحوم الحمراء على المائدة، وهو لا يستطيع حتى شراء اللحوم بالتقسيط. الحد الأدنى لراتب المتقاعدين أقل من 8 ملايين تومان و يعيش 60% من المتقاعدين وأصحاب معاشات الضمان الاجتماعي بهذا الحد الأدنى من الراتب.

تحديات القدرة الشرائية والفوارق في الدخل
وتؤكد تصريحات المستشارين الاقتصاديين بأن المتقاعدين يفتقرون إلى القدرة الشرائية لشراء حتى كيلوغرام واحد من اللحم. ومع معاشات الحد الأدنى التي تقل عن 8 ملايين تومان، يتعثر العديد من المتقاعدين ومستلمي الراتب الاجتماعي في تلبية احتياجاتهم الأساسية، مما يجعل الحصول على لحوم البقر حلمًا لا يمكن تحقيقه.

وأدت سيطرة نظام الملالي في إيران إلى انخفاض حاد في استهلاك لحوم البقر، مما يؤثر بشكل مفرط في الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع. تواجه الصعوبات الاقتصادية للمتقاعدين والعمال ذوي الدخل الثابت، إلى جانب ارتفاع أسعار اللحوم، تقليصًا حادًا في معدل استهلاك اللحوم للإيراني العادي.
لا يعكس ذلك فقط الفوارق الاقتصادية داخل البلاد، ولكنه يرسم صورة مظلمة لرفاهية العائلات الإيرانية بشكل عام.