القضية شائكة ومتفجرة قد تؤدي إلى انهيار الأنظمة الأمنية في الخليج
الوطن الكويتية-د.شملان يوسف العيسى : ألقى رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي كلمة في الدورة الخامسة للجمعية البرلمانية الآسيوية في دمشق وبعد إلقاء كلمته صرح للصحافيين: نحن لا نشعر بتخوف من الملف النووي الإيراني، لافتاً الى أن إيران أكدت أكثر من مرة أن برنامجها للأغراض السلمية،
وأضاف: أنا أستغرب عدم وجود اقتناع بأن هذا الاتجاه صحيح متسائلاً: لماذا الحديث فقط عن إيران وننسى إسرائيل التي لديها ترسانة نووية عسكرية ولا نسمع أي نقد لها في هذا الشأن؟
نكن للرئيس جاسم الخرافي كل الاحترام والتقدير لشخصيته المتواضعة ودماثة خلقه وتواصله المستمر مع الصحافة، لكننا نرى أن رئيس السلطة التشريعية ليس من اختصاصه ولا من صلب عمله، التعليق على الأحداث السياسية اليومية الحساسة لأن منصبه يتطلب الوقوف على الحياد والالتزام بالموضوعية في الطرح.
فقضية التسلح النووي الإيراني قضية شائكة ومعقدة ومتفجرة قد تؤدي الى انهيار الأنظمة الأمنية في الخليج وتدفع الى حالة من عدم الاستقرار والفوضى..
دول الخليج العربية حاولت منذ عدة سنوات إقناع إيران بالعدول عن التسلح النووي وأبدت هذه الدول استعدادها للتوسط بين إيران والدول الغربية من أجل إقناع إيران بأن يكون مفاعلها سلمياً.. لكن إيران ترفض الوصاية الدولية على برنامجها النووي.. هذا التصلب الإيراني دفع دول الخليج للوقوف مع أمريكا والغرب.. كل ما نطلبه من الرئيس هو الاطلاع على الوثائق والرسائل السرية التي نشرها موقع «ويكيليكس» في الانترنت عن الرسائل المتبادلة بين قادة الخليج والقيادة الأمريكية، حيث طلبت دول الخليج التدخل الأمريكي لوضع حد للتسلح الإيراني النووي.
الرئيس الخرافي الذي قال إنه لا يشعر بالخوف من الملف النووي الإيراني لا تشاطره رأيه إلا الدول الحليفة لإيران والمؤيدة لها وهي دول معدودة وقليلة منها كوريا الشمالية وسورية وفنزويلا وكوبا.. بينما المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكل الدول الخليجية وبعض الدول العربية متخوفة من التسلح النووي الإيراني.
الرئيس يصدق إيران وادعاءها بأن الغرض من التسلح أو المفاعل النووي سلمي للطاقة الكهربائية، إذا كان هذا صحيحاً لماذا يرفضون العروض الدولية من عدة دول لمساعدتهم في ذلك؟.
إن جوهر الأزمة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يعود الى رفض إيران التوقيع على البتروتوكول الإضافي الذي يسمح لمفتشي الوكالة بالقيام بتفتيش مفاجئ للمواقع النووية الإيرانية المشتبه فيها.. فإذا كانت إيران فعلاً غرضها سلمي لماذا لا تقبل بالمطالب الدولية بالتفتيش؟
ليعذرني الرئيس في الاختلاف معه حول مخاطر التسلح النووي الإيراني والآثار السلبية التي سيحدثها البرنامج في منطقة الخليج. باختصار شديد هناك آثار أمنية تتلخص في تكريس الخلل القائم في ميزان القوى.. إيران حالياً أقوى دولة في الخليج بأسلحتها التقليدية فما بالك إذا امتلكت السلاح النووي؟!.
ماذا عن الآثار البيئية للمفاعل النووي حيث يقع مفاعل أبو شهر على بعد 280 كم من مدينة الكويت ويعتمد هذا المفاعل بصفة أساسية على تقنيات مستوردة من روسيا التي لا تملك عناصر الأمان النووي المضمونة. وهذا يعني في حالة حدوث أي خلل في المفاعل تلوث مياه الخليج بالإشعاع النووي… فكيف نعيش؟ ومن أين نشرب الماء؟.
الموقف الخليجي المعلن هو أهمية التزام إيران بالمعاهدات الدولية ونأمل أن يغير الرئيس وجهة نظره حتى لا يقال إن الكويت لديها أكثر من موقف تجاه التسلح النووي الإيراني.
د.شملان يوسف العيسى