في آخر برنامج للإتصال المباشر عبر التلفزيون الوطني الإيراني- قناة الحرية- تحدث رئيس لجنة الدراسات في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية, السيد محمد علي جابرزاده,شارحاً خلال حديثه الأوضاع التي يعيشها حكم الملالي في مرحلة الإنهيار و الإطاحة به.ونظراَ لما يتضمنه هذا الحديث من نقاطِ هامةِ, ننقل نص الجزء الذي ظهر على موقع همبستكي التضامن
مذيع البرنامج:خلال النداء الذي وجهته رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية لمناسبة مقاطعة المسرحية الإنتخابية للملالي,تم التأكيد على إن الإنكفاء الحاصل في النظام والتفرد بالسلطة, يعكسان بوضوح مرحلة الإنهيار و الإطاحة التي يمر بها النظام, نرجو الإيضاح, ما المقصود من هذا الكلام؟
السيد جابر زاده: هذا النداء, الى جانب قضية مقاطعة المسرحية الإنتخابية للنظام,يعطي وبإيجاز شديد, صورةً عن تحليلِ معمًقِ جداً حول واقع النظام وما يمر به في الوقت الراهن.فكما أشرتم, فقد إعتبرت في ندائها الواقع الحالي للنظام بأنه مرحلة الإنهيار والتفكك,أي إن هذه الإنتخابات وبعد التفرد بالسلطة تتم في ظروف يمر معها النظام في مرحلة الإنهيار.
إن الأهمية الكبرى التي تكمن في وعي وفهم هذه الحالة التي يمر بها النظام, تنبع تحديداً مما يبذله النظام دجلاً وشعوذةًمن محاولات لقلب هذا الواقع وهذه الحقيقة بنسبة 180 درجة, على عكس ما هو عليه,عبر اللجوءالى الضجيج الإعلامي والشعوذة ومجموعة من الإجراءآت السياسية, إقليمياً وداخلياً ودولياً والتي تنبع بمجملها عن الطبيعة الهمجية لهذا النظام العائد للعصور الوسطى.فمن خلال الدخان والضجيج الإعلامي وبعض أشكال من المناورات,يريد النظام التغطية على هذه الحقيقة الكبرى وإظهارها على عكس ماهي عليه,أي دخوله مرحلة الإنهيار و التفكك بعد التفرد بالسلطة,والتلويح بأنه بات يتمتع بموقع قوي جداً ومستقر تماماً وأقوى بكثير مما كان عليه.إن الوعي بهذه القضية وفهمها, يحتل موقعاً هاماًجداً بالنسبة لشعبنا ونضالناوللمعركة التي نخوضها باتجاه الإطاحة بهذا النظام لإنتزاع الحرية .فمن خلال هذا الضجيج الإعلامي,يحاول النظام في واقع الأمر إظهار عكس ما هو فيه,في الحضيض والإنحدار, بهدف قتل الأمل في نفوس المواطنين, الأمل بالحرية, الأمل بالتغيير والأمل في الإطاحة به وتخويفهم وكأن النظام يتمتع بوضع قوي, يريد هذا النظام أن يبث أشعاعات من هذه النوعية بينما التوجه هذا يمثل واحدة من أبرز معالم الدجل و الشعوذة…
إنها محاولات يائسة حقاً.إن مرحلة الإطاحة و الإنهيار و السقوط, هي حقيقة واضحة, والنظام ينوي إخفاءها عبر ممارسة الدجل و الشعوذة هذه وهي بالمناسبة أدنى من تلك الشعوذيات التي مارسها خلال الحرب اللاوطنية وفي مستوى أدنى بكثير وأقل تأثيراً مما قام بها من أجل الإصلاحيين المزيفين ومن ذلك الدخان و الضجيج الرجعي-
الإستعماري الذي فبركوه حول خاتمي.لكن النظام وفي كل الأحوال,لن يكف عن الدجل و الشعوذة حتى اليوم الأخير
من عمره لأنه يريد الإستمرار في الحكم و مواصلةالقمع و النهب.و الآن وبعد فشل تلك الأساليب,بات النظام يلجأ
الى العنتريات و المناورات الفارغة وإستعراض القوة الكاذبة,ليقول إنني موجود والحال على مايرام ومازلت واقفاً على
قدميً. ينبغي الوعي بحقيقة كون النظام لم يتحسن وضعه فحسب ولايزداد سوءً يوماً بعد يوم, بل وفي هذه المرحلة
بالذات, أصبح سائراً على سكة التفكك و الإطاحة به.
مذيع البرنامج:شكراً.لمزيد من التوضيح,أطرح عليكم السؤال التالي.من جهة تقولون إن النظام وبعد التفرد بالسلطة,قد دخل مرحلة الإنهيار و الإطاحة به,إنكم تقولون بأن النظام يعمد الى الضجيج الإعلامي للتغطية على هذه الحالة بالذات. النظام نفسه و بعض الأوساط في الخارج, يركِزون على زحف ونجاحات النظام ويصورونها كنقاط قوة له. مثلاً في العراق, في المنطقة,إذاً كيف ترون هذه المرحلة بانها مرحلة الإنهيار و الإطاحة, بينما يروج النظام لعكس ذلك؟
السيد جابر زاده: يبدو إن هناك تناقضاً في الأمر, إن النظام يريد فعلاً الترويج لهذا الموضوع.ففي النداء الخاص
بمقاطعة المسرحية الإنتخابية للنظام, ركًزت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية على هذه النقطة بالذات قائلةً:«في ختام الفترة الرئاسية الأولى للملا خاتمي, إلتهم الملالي رغيف11 سبتمبر, بعد ذلك أعلنوا بانهم الرابحون في حرب العراق وإحتلاله بواسطة الأمريكان ومن ثمً تدفقوا صوب العراق بلا خوف ولاوازع, لعلهم يخيطوا من هذه البطانة و الحشوة عمامة لأنفسهم,,لعل أبعد من موضوع الكويت بكثير,طمعوا في إنتزاع الإعتراف بنظامهم من جانب أميركا و المجتمع الدولي».وفيمايتعلق بالزحف االذي تحدث عنه, فإن رئيسة جمهورية المقاومة تؤكد على إن مؤشراتِ تفوق المتناقضات كهذه في مجالات النووي و العراق و الإرهاب و القمع في الداخل, وبالفرصة المواتية في العراق كما يحلو للنظام التفوه به, أولبنان و فلسطين, أن يظهر نفسه بمظهر القوي المستقر دون منازع في المنطقة.أو تقول في فقرة أخرى من ندائها:«الآن يمكن التوصل جيداً الى الأسباب التي لا تسمح لنظام ولاية الفقيه العائد للعصور الوسطى بالتراجع, ولماذا يتخندق في لبنان و العراق, لماذا لايستطيع تكريس النظام بدون النووي, لماذا يبذل الكثير من الجهد لإظهار التفرد بالسلطة الذي يعكس منعطف الإنهيار و الإطاحة به, علي عكس حقيقته؟».
نفس الفرصة التي تتحدثون عنها,في العراق أو في لبنان,أو فيما يتعلق بالشأن النووي, توفرت للنظام,حيث بادر بإستغلال الحرب مع العراق,وأصبح طليق اليد في أول الأمر نتيجة للصفقات,منها الغارات الجوية التي نفِذت ضد مواقع المقاومة الايرانية في العراق والتي جاءت نتيجة للصفقات المعقودة بين نظام خميني وأطراف الحرب والتي كانت نوعا من التنازل قدِم له, تمثًل في الأغارة على المقاومة الايرانية من جهة وإطلاق يده للتدفق صوب العراق من جهةثانية. ومن ناحية أخرى,إرسال كميات هائلة من الأسلحة و الأموال الى لبنان و الى هنا و هناك وكذلك الإسراع في تنفيذ مشاريعه النووية والتصعيد في الممارسات القمعية داخل ايران,كل ذلك يعكس مؤشرات تفوق المتناقضات كما يبدو,يستهلكها النظام-كما تقول- ليتشدق بالقول بأنه في حال الزحف الى أمام وهو في موقع الأقوى,كمايدعي.
لكن الحقيقة هي إن النظام والعصابات والمجموعات التي درًبته على مدى أعوام طويلة,ترتكب يومياً أبشع الجرائم ضد
المواطنين العراقيين.إنها جرائم مروعة حقاً ويحاول النظام إظهارهذه الجرائم و التدخلات وكأنهامظاهر وعينات من قوته وزحفه الى الأمام. نفس الحالة في قضية لبنان وكذلك عدم التراجع في الشأن النووي.ولكن ,اين هي الحقيقة؟
الحقيقة هي إن كل هذه التوجهات تعكس الوجه الآخرلواقع النظام, أي إنزلاقه في مرحلة الإنهيار و الإطاحة به.
ففي هذا اليوم بالذات يأتي رفسنجاني ليعبرصراحةً عن القلق إزاء تواجد المجاهدين في العراق والقول بأن الأمريكان يحمونهم كي يستخدمونهم ضدنا في يوم من الأيام.طيب,هذا الكلام عما يفعله الأمريكان,كلام فيه الكثير من الدجل و الشعوذة,لأنه على علم بقضية قائمة الإرهاب ويعلم قبل غيره جيداً إن نظام الملالي هو الذي مد يد التسوًل نحو الأمريكان كي يأتوا ويبادروا بتنفيذ غارات جوية ضد المقاومة و قواعدها.إن النظام الذي يدعي تمتعه بالإستقرار,
يدعي بأنه أصبح مقتدراً وإن ممارساته هذه تأني من موقع القوة,فلماذا يشعر بالمذلة و الهوان ويقوم بإطلاق التحذيرات وتوجيه الإنذارات, ويعبر عن القلق إزاء تواجد المجاهدين في أشرف, رغم العديد من المضايقات التي يواجهونها ورغم الحصار المفروض عليهم ومختلف أنواع الضغوط الأخرى, بما فيها الضغوط التي ينوي النظام فرضه عليهم والمؤامرات التي ينفذها ضدهم؟لماذا متزعمي النظام أنفسهم يعبرون عن القلق هذا ويربطونه بقضية الإطاحة بهم؟
لم يمر بضعة أيام بعد على الموقع الذي باتت المقاومة تحتله, حتى بادر برلمان الملالي إلى إستدعاء لجان الأمن والسياسة فيه كي يحضروا ويقدموا التقارير له بشأن موقع المجاهدين والقول في أي موقع هم الآن؟
بدءً بمتزعمي النظام,مروراً بدعاياته وضجيجه الإعلامي وإرسال الوفود الى هنا و هناك وصرف الملايين, لابل المليارات في مختلف الساحات,كل ذلك في مواجهة المقاومة,إن النظام الذي يدعي لنفسه القوة, كيف يصبج
ذليلاً وعاجزاً الى هذه الدرجة أمام المقاومة والمعارضة التي تقف في وجهه ,بحيث يستنجد بالعالم أجمع قائلاً لهم,تعالوا وإنقذوني من هذه المقاومة, إضغطوا عليها,إفرضوا المضايقات عليها…كل هذا مؤشر له مغزاه, ينبغي الوعي به.