النظام الإيراني يقف وراء إضرام نار الطائفية في العراق وهذه التفجيرات لمنع تشكيل حكومة وطنية ديمقراطية
السياسة الكويتية- محمد اقبال :اعلنت قناة "الشبكة الاولى"المتلفزة الإيرانية وفي تمام الساعة الثامنة وثماني عشرة دقيقة مساء بالتوقيت المحلي الموافق ليوم الاربعاء 3 نوفمبر الجاري: انه قد وقع 22 تفجيرا في مناطق مختلفة من بغداد احبط الشعب وخلط دماءهم بترابهم إثر المعارضة الموحدة للشعب العراقي والاحزاب والسلطات العراقية لدعوة الملك السعودي حول اجراء اجتماع في مدينة الرياض لدراسة عملية تشكيل الحكومة العراقيةî.
ثم وفي 9 نوفمبر الجاري اعلن موقع عصر إيران الحكومي وفي الساعة الثامنة وإثنين وخمسين دقيقة صباحا بالتوقيت المحلي أنه قبل قليل وقعت تفجيرات شديدة في بغداد سمع دويها في مناطق الصالحية والخضراء وباب الشرجي وهذا قبل أن يعلن الخبر من قبل أي قناة عربية. وقبله بيوم أي الاثنين 8 نوفمبر قتل 19 شخصا على الأقل في تفجيرات استهدفتهم في كربلاء والنجف والبصرة.
هذا هو رد النظام الإيراني وعملائه في العراق على مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الداعية لاجتماع الكتل السياسية العراقية في السعودية, تحت مظلة جامعة الدول العربية. وكان العاهل السعودي قد وجه نداء الى الشعب العراقي والى الفعاليات السياسية في البلد دعا فيه القيادة العراقية للقاء في العاصمة السعودية الرياض والاتفاق على تشكيل حكومة وطنية في العراق وقال: ان الجميع يُدرك بأن القادة العراقيين على مفترق طرق وهذا يستدعي السعي لتوحيد الصف والتسامح على الجراح وابعاد شبح الخلافات واطفاء نار الطائفية البغيضة.
ويمكن الاستنتاج من الخبر الذي تم بثه من تلفزيون ايران العام, ان النظام الايراني يقف وراء اثارة واضرام نار الطائفية البغيضةî في العراق, وأن هذه التفجيرات الإجرامية هي في خدمة الفاشية الدينية الحاكمة في إيران فقط ومسعى لمنع تشكيل حكومة وطنية ديمقراطية غير طائفية ويصب كل ذلك في فرض المالكي على رئاسة الوزراء واستمرار اغتصاب حكم الشعب العراقي وطموحه.. وليس هناك أدنى شك أن مبادرة الملك عبدالله لحل الأزمة في العراق والترحيب الواسع بها داخليا وعلى مستوى المنطقة قد وجهت ضربة قاضية لمؤامرات نظام الملالي وعملائه في العراق, وأملى رموز الديكتاتورية الإرهابية الحاكمة في إيران الغاضبين من هذه المبادرة اوامرهم على عملائهم في العراق ليسقطوا هذه المبادرة ويفقدوها ثمارها ان لم يستطيعوا قتلها قبل ولادتها وبأي ثمن.
ويدعو هذا النظام في خبره المسوق من قبل مخابراته (الاطلاعات) على الاعلام الرسمي الى المعارضة الموحدة للشعب العراقي والاحزاب والسلطات العراقية ضد دعوة الملك السعودي حول اجراء اجتماع في مدينة الرياض مفترضا وجود هكذا اعتراض عام في حين أنه لا صحة لذلك ما عدا تيار المالكي.
وسرعان ما لاقت مبادرة العاهل السعودي اهتماما واسعا بين القوى الوطنية العراقية بغية تذليل العقبات أمام تشكيل حكومة وطنية مبرزة التأثيرات السياسية العميقة لويكيليكس على النظام الايراني والمالكي وهذا ما يسعى النظام الايراني الى تلافيه من خلال جملة من المساعي منها هذا العمل الاعلامي.
ووصف الدكتور اياد علاوي رئيس القائمة العراقية الفائزة في الانتخابات دعوة الملك عبدالله بن العزيز بأنها مبادرة ايجابية وكريمة. كما رحب الدكتور صالح المطلك بمبادرة العاهل السعودي وقال: بدون شك هذه الدعوة كريمة لها أهميتها ولها وضعها الخاص. ووصف اياد جمال الدين هذه الدعوة بأنها وسيلة لانقاذ العراق. كما رحب بها احمد ابو ريشة رئيس مؤتمر الصحوات في العراق ووصفها ببادرة الخير.
وفي خضم هذا واجهنا المجرزة الوحشية في كنيسة سيدة النجاة و22 عملية تفجير وحشية في اليوم التالي في مناطق عدة ببغداد ثم في كربلاء والنجف والتي اعتبرها النظام الإيراني رد فعل وإظهار رفض المعارضة الموحدة للشعب العراقي والاحزاب والسلطات العراقية لدعوة الملك السعودي. ويا للوقاحة وفي وضح النهار.
إن أي تحريات محايدة حول هذه الجرائم الارهابية باشراف من مجلس الأمن الدولي ¯ وكما اعلنت المقاومة الإيرانية ¯ ستكشف الأيدي الملطخة بالدماء لنظام الملالي وعملائه في العراق. كما أدى الكشف عن آلاف من الوثائق عن جرائم الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وسلطة المالكي في العراق من قبل ويكيليكس إلى فضح المالكي اكثر وأكثر واظهر ذلك مدى رفض الشعب العراقي للمالكي وكراهيته واستنكاره له, والدعوات الموجهة لمحاكمته في محكمة دولية بتهمة جرائم ضد الإنسانية تتصاعد يوما بعد يوم.
النظام الإيراني الذي كان منذ البداية مطالبا باستمرار المالكي لولاية ثانية لرئاسة الوزراء, اعلن بعد زيارة المالكي إلى طهران وأخذ تأكيدات اكثر منه واستعداده لممارسة الضغوط على سكان أشرف اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وقمعهم, في بيان رسمي بأن المالكي هو المرشح المناسب لرئاسة الوزراء العراقي.
وكالعادة هذه هي طريقة هروب النظام الإيراني وانكساره. إن المعارضة الموحدة للشعب العراقي والاحزاب العراقية, ليست معارضة او صرخة ضد دعوة الملك السعودي وانما هي المعارضة الموحدة لهذا الشعب بكامله ضد النظام الإيراني وعملائه في العراق.
* خبير ستراتيجي إيراني