صوت کوردستان – منى سالم الجبوري:
مع ملاحظة المساعي المحمومة والدٶوبة التي يبذلها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل التعجيل بتنفيذ المعاهدة المشبوهة الخاصة بتبادل السجناء مع بلجيکا والتي تم إبرامها بعد إصدار محکمة بلجيکية بحکمها ضد الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي والزمرة التي کان يقودها من أجل تفجير التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في عام 2018، فإنه يتبادر للذهن مدى قلق وتوجس هذا النظام من هذه القضية ويعتقد النظام الايراني إنه ومن خلال إعادة أسدي لإيران فإنه من الممکن الحد من آثار وتبعات ذلك خصوصا بإطلاق سراح المتهم الرئيسي في تلك القضية.
هذه المساعي المشبوهة تأتي بعد أن ساهمت العملية الارهابية التي قادها أسدي في تسليط الاضواء على دور النظام الايراني ذاته في التخطيط والاعداد لتنفيذ العمليات والنشاطات الارهابية في المنطقة والعالم، وخصوصا بعد أن تزايدت الدعوات لوضع سفارات النظام الايراني تحت المراقبة لکونها مراکز وبٶر لإنطلاق تلك النشاطات، ويبدو واضحا بأن النظام الايراني يريد من خلال إعادة أسدي إحداث ثغرة في الجبهة المناهضة والمکافحة للإرهاب، لکن يبدو إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية قد إنتبه الى هذه المساعي المشبوهة للنظام فتصدى لها بطريقة واسلوب أمثل وذلك بالترکيز على أن العملية التي کان يريد أسدي وعصبته القيام بها إنما کانت بتخطيط وإعداد وإشراف مسبق من قبل أعلى الجهات المسٶولة في إيران، وهو مايعني إن النظام بنفسه يقف خلف النشاطات الارهابية!
من هنا فإن المٶتمر الصحفي الذي عقدته الاطراف المدنية في قضية إستهداف التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس عام 2018، بما في ذلك إنغريد بيتانكورت، السناتور الكولومبي السابق والمرشحة الرئاسية، السناتور روبرت توريسيللي – سناتور أمريكي سابق (ديمقراطي). وجميعهم كانوا حاضرين في تجمع إيران الحرة الذي عقدته المقاومة الإيرانية عام 2018 وكان من الممكن أن يكونوا من بين الضحايا المحتملين وآخرين، قد قدمت لکتاب”الإرهاب الدبلوماسي وتشريح إرهاب الدولة الإيرانية” الذي قدم سردا كاملا ومثابرا للمؤامرة منذ البداية والتخطيط والتنفيذ المضني من طهران إلى أوروبا والاستخبارات والتجسس والمنع وعرقلة المؤامرة، وعمليات التحقيق والمحاكمة والإدانة والعواقب السياسية لهذا الهجوم الوحشي ضد حرية التعبير والديمقراطية على التراب الأوروبي.
والملفت للنظر إنه و على الرغم من أن هذا الكتاب يتعامل بإيجاز مع أحداث هذه القضية، إلا أنه يركز بشكل أساسي على هوية أسد الله أسدي الذي کان يشغل منصب السکرتير الثالث في سفارة النظام في النمسا ويعتبر الأب الروحي لهذه الخطة وقد کان قبل تنفيذ العملية متواجدا في إيران من أجل الاعداد والتخطيط لها الى جانب تزويده بالمواد المتفجرة التي جلبها من أجل تنفيذ العملية مستفيدا من صفته کدبلوماسي، ولذلك فإن سعي النظام الايراني من أجل إعادته الى إيران وجعله يفلت من العقوبة التي يجب أن يتحملها إنما هو مسعى من أجل سمعة النظام نفسه.