حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
واجه الولي الفقيه الايراني حالة الاستياء الغربي، التي اعقبت افشال محاولة انقاذ خطة العمل المشتركة، باستعادة لغته الخشبية في التصعيد ضد سياسات الغرب، ليعيد الازمة الى مربعها الاول.
دعا خلال مخاطبته حشد “مؤتمر المجمع العالمي لأهل البيت” الى خطوط فاصلة بين “العالم الإسلامي” الذي يعني به حكم الملالي و”عالم الكفر والاستكبار” الذي يمثل في ذهنه الغرب ليدلل مجددا على تمسكه بسياسة الانكماش الداخلي وتصدير الارهاب.
وفي وقت سابق اكد الرئيس إبراهيم رئيسي على استمرار سياسة تصدير التخلف والتطرف والإرهاب مشيرا الى “الامتداد الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية” التي تتواجد في كل مكان في العالم.
ولم تكن التصريحات التي ادلى بها رئيسي امام حشد المجمع الاعلي بعيدة عما قاله اثناء لقاء أعضاء حكومته مع خامنئي حيث اشار الى “تغيير اتجاه العلاقات الخارجية” والخروج من جو الانبهار بالاتفاق النووي.
بذلك دفعت ردود الفعل الامريكية على مماطلات وابتزاز الملالي لعبة القط والفار في المفاوضات الى زاوية حرجة، ففي الوقت الذي يعترف رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية محمد إسلامي علانية باستخدام النظام للمفاوضات في “ازالة تهديد الأعداء” يشير بعض اوساط نظام الولي الفقيه إلى سلوك النظام الاستعراضي، فيما يتساءل التيار المهيمن في النظام عن القدرة على مواجهة الولايات المتحدة اذا نفد صبرها وملّت من المفاوضات.
ويؤكد العديد من اوساط النظام الحالة الحرجة التي وصل اليها، تفاقم اختناقه الاقتصادي، والأهم من ذلك العواقب الكارثية للاستياء الاجتماعي ومخاطرها على بقاء النظام، وفي هذا السياق حذر تقرير اصدرته جامعة الدفاع الوطني في ايران من الاضطرابات وأعمال الشغب والفوضى والاحتجاج والسلوك الجماعي للشارع الإيراني.
بعد اشارتها إلى “احتجاجات ديسمبر 2017 ونوفمبر 2019 و الوضع الراهن للبلاد” رجحت الجامعة مشاركة ما لا يقل عن 75٪ من الناس في حال اندلاع احتجاجات مقبلة مؤكدة ضرورة وضع رفع العقوبات الاقتصادية على جدول الأعمال.
تعيد هذه التداعيات الى الاذهان المعادلة التي يعتمدها نظام الملالي للافلات من السقوط، ويعرفها الايرانيون جيدا، وهي الانكماش والقمع في الداخل وتصدير التطرف والإرهاب إلى الخارج، التي لم تكن دعوة الولي الفقيه الى وضع الخط الفاصل مع الكفر والاستكبار غير احد تجلياتها.