الکاتب – موقع المجلس:
أثار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قضية مجزرة السجناء السياسيين التي ارتكب في ايران صيف عام 1988، بتقديمهم شكوى في الولايات المتحدة، مع الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل.
واعلن المجلس خلال مؤتمر صحفي في واشنطن عن تقديم عدد من المحامين الذين يمثلونه ويمثلون عددا من ذوي ضحايا المجزرة شكوى ضد رئيسي الى المحكمة الجزائية الأمريكية للمنطقة الجنوبية من نيويورك تشير الى فظاعة دوره خلال المجزرة.
واوضح ان المدعين من أنصار منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بينهم سجناء سياسيون سابقون، ناجون من المجزرة عام 1988، وعائلات شهداء منظمة مجاهدي خلق.
واضاف المجلس في مؤتمره الصحفي بن المزيد من المدعين سينضمون إلى الشكوى في الأيام المقبلة.
ودعت مديرة المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن سونا صمصامي لتحميل رئيسي مسؤولية جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، مشيرة الى ان استضافته إهانة للمبادئ والقيم التي تشكل أساس ميثاق الأمم المتحدة.
واشارت الى عضوية رئيسي في لجنة الموت في طهران، مما يعني انه كان مسؤولاً عن إرسال آلاف السجناء السياسيين إلى المشنقة في مدينتي طهران و كرج غربي، وبصفته رئيس القضاء قالت صمصامي انه أشرف شخصياً على مقتل ما لا يقل عن 1500 متظاهر كانوا يناضلون من أجل الحرية خلال انتفاضة نوفمبر 2019.
واعادت الى الاذهان ان سجل رئيسي منذ العام الماضي يثبت مرة أخرى ارتكابه اعمالا اجرامية ، حيث تم تنفيذ 582 إعدامًا منذ توليه السلطة في أغسطس 2021 ، 22 من الذين تم اعدامهم من النساء، كما تشمل القائمة ثمانية أحداث، ليرتفع عدد الاعدامات بنسبة 100% تقريبًا عما كانت عليه في العام السابق.
وقالت ان الوقت حان لمحاسبة رئيسي وغيره من كبار المسؤولين في النظام، بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي ، على جرائمهم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
مايكل موكاسي المدعي العام 81 للولايات المتحدة
ومن ناحيته قال المدعي العام “81 ” للولايات المتحدة، القاضي مايكل موكاسي انه عام 2019، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، والمعروف باسم OFAC عقوبات على رئيسي بناءً على مشاركته في لجنة الموت، وفرضت وزارة الخارجية الأمريكية قيودًا على قدومه بناءً على اكتشاف تورطه في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، مرجحا خضوعه للاختصاص القضائي في حال وصوله الى الاراضي الامريكية، ومشيرا الى امكانية تقديم شكوى في القضية، بموجب قانونين اتحاديين – قانون حماية ضحايا التعذيب وقانون الادعاءات بشأن الأضرار المتعلقة بالأجانب.
وتطرق الى تشابه هذه القوانين من حيث أنها تسمح برفع دعاوى مدنية وليست جنائية في المحاكم الأمريكية، وهي مطالبات تسمح للمدعين بفرض المسؤولية المدنية على الأفراد الذين يتصرفون بصفة رسمية، لأي دولة أجنبية، في حال ارتكابهم جرائم تعذيب أو قتل خارج نطاق القضاء ضد الضحايا من أي جنسية، بما في ذلك الضحايا من نفس جنسية الجناة .
وافاد برفع دعوى ضد رئيسي كفرد “لكن الأفعال التي ارتكبها ارتُكبت بصفته الرسمية كشخص يمارس صلاحيات منحته إياه الحكومة الإيرانية” في اشارة منه الى الصلاحيات التي مارسها في تنفيذ فتوى عام 1988 التي اصدرها الخميني نفسه.
واضاف انه على الرغم من ارتكاب هذه الأعمال في إطار ممارسة السلطات الرسمية، لا ينبغي أن يكون هناك شكا كبيرا في أن مثل هذه الأعمال تدخل في متناول الأنظمة الأساسية المذكورة في هذه الشكوى.
واشار الى عدم نفي رئيسي مشاركته في المجزرة حيث نُقل عنه في 2018 قوله بان جرائم القتل التي ارتُكبت بتوجيه من لجان الموت كانت “إحدى الإنجازات التي يفخر بها النظام” مشيرا الى توقيع الولايات المتحدة على اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، مما يعني ان للاتفاقية قوة القانون.
واضاف ان رئيسي غير مؤهل للحصول على منصب دبلوماسي، حيث تعرف الاتفاقية الدبلوماسي رئيس البعثة الدبلوماسية أو عضو البعثة، الامر الذي لا ينطبق عليه، مشددا على أن حصانة الدعاوى المدنية الخاصة بممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تقتصر على الأعمال التي يقومون بها بصفتهم ممثلين.
ودعا الخارجية الأمريكية الى الاخذ بعين الاعتبار أنه وفقًا للشكوى التي قدمتها وزارة العدل، في أكتوبر 2021 – بعد شهرين من تولي رئيسي منصبه – طلبت الحكومة الإيرانية من عملائها قتل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، وربما مسؤول ثالث، انتقاما لمقتل قاسم سليماني، الرئيس السابق لفيلق القدس التابع لحرس الملالي، المصنف من قبل الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
ولم يستبغد أن تكون المؤامرة قد حظيت بموافقة رئيسي بصفته رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، وهو أحد الهيئتين المعنيتين بتفويض العمليات الإرهابية في الخارج.
مستشار المدعي العام ستيفن شنيباوم
وقال مستشار المدعي العام ستيفن شنيباوم انه في عام 1988، تم إعدام ما يصل إلى 30000 شخص غير مذنبين ، في سجني إيفين وكوهردشت في طهران، مؤكدا على إن هذه الحقائق غير قابلة للشك، ومشيرا الى انه تم الإبلاغ عنها واستنكارها من قبل منظمة العفو الدولية ووكالات مختلفة تابعة للأمم المتحدة اضافة للخارجية الامريكية.
وافاد بان لجنة الموت لم تكن محكمة فيها محامون و دفاع و استئناف، مؤكدا انه تم تشكيلها لغرض وحيد هو توفير غطاء قانوني لقتل جماعي مخطط له، وكان رئيسي، بصفته نائبًا للمدعي العام في محافظة طهران عضوًا في اللجنة، وتم توثيق ذلك بشكل مستفيض وواسع، مما يعني ان يداه ملطختان بدماء القتلى، والذين نجوا بطريقة ما من الموت، ولم تتم محاسبته على تورطه في المجزرة .
مؤتمر #المقاومة_الايرانية في #واشنطن
القاضي مايكل موكيسي وزير العدل الأمريكي الأسبق: ان إبراهيم رئيسي هو قاتل قسي القلب ويجب ادانته لمشاركته في مجزرة عام 1988#NoVisa4Raisi#ProsecuteRaisiNowhttps://t.co/a1pQ2FPuCi— منظمة مجاهدي خلق (@Mojahedinar) August 25, 2022
واشار الى ان المدعين في القضية ناجون من المجزرة، وأفراد عائلات بعض القتلى، مواطنون في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا وسويسرا، لديهم قصص مروعة يروونها، وستسمح لهم هذه الدعوى برواية قصصهم في محكمة قانونية.
واعرب المحامي عن امل موكليه بأن يكون هناك بعض العزاء للآخرين في جميع أنحاء العالم الذين كانوا، أو الذين كان أحباءهم، ضحايا لانعدام القانون والجرائم ضد الإنسانية والإرهاب، ليعرفوا أن حكم القانون ما زال قائما في الولايات المتحدة.
وروى المدعي أحمد حسني وهو أحد أنصار منظمة مجاهدي خلق، و يعيش في كندا ان اخيه محمود، المولود في إيران عام 1960، كان طالبًا في جامعة طهران عندما اعتقل عام 1981، عن عمر يناهز 21 عامًا، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات لدعمه منظمة مجاهدي خلق، محملا رئيسي مسؤولية اعدام اخيه لأنه كان عضوا في لجنة الموت في طهران.
شيلا نينوايي
وقالت شيلا نينوايي، وهي من أنصار مجاهدي خلق وتقيم في كاليفورنيا انه تم اعتقالها ثلاث مرات وقضت ما مجموعه 8 سنوات في سجون إيرانية مختلفة، مشيرة الى انه تم اعتقالها لأول مرة في نوفمبر 1981 من قبل قوات الأمن التابعة للنظام الإيراني عندما كانت بالكاد تبلغ من العمر 15 عامًا ، ليتم نقلها إلى سجن إيفين سيئ السمعة لمجرد توزيع مطبوعات منظمة مجاهدي خلق، وبعد شهور من التعذيب ، حُكم عليها بالسجن 5 سنوات في محاكمة استغرقت أقل من 3 دقائق.
وذكرت انها كانت من بين الناجين القلائل، وبعد شهور من العودة إلى الحبس الانفرادي الخاص بها علمت أن معظم الأشخاص الذين تعرفهم في السجن تم إعدامهم، وأن السجن الذي كان ممتلئًا عندما دخلت إليه، بدا مهجورًا وخاليًا.
واضافت انه في كل تسمع فيها اسم إبراهيم رئيسي، تنسى نفسها تمامًا وتتذكر النساء الحوامل اللواتي رأتهن يتعرضن للضرب ، واخريات كان أطفالهن لا تتجاوز أعمارهم العامين، يجرون ويبحثون عن أمهاتهم أو يبكون لأنهم كانوا جائعين، كما تتذكر الوجوه البريئة للفتيات الصغيرات اللواتي لم يخرجن من السجن مطلقًا.