حدیث الیوم :
الکاتب – موقع الجلس:
تنذر ازمة المياه في ايران بزيادة التصعيد بين نظام الملالي والمواطنين، مع خروج أهالي شهركرد مرة أخرى إلى الشوارع للاحتجاج على قطع المياه في محافظة جهار محال وبختياري.
هتفت التظاهرة التي تقدمتها النساء بـ “الموت لرئيسي“، “فقط في الشارع نحصل على حقنا”، و”بختياري يموت ولا يقبل الإذلال” في الوقت الذي نظم مزارعو أصفهان وقفة لليوم الثاني احتجاجًا على نقص المياه.
اعادت هتافات اهالي جهار محل وبختياري الى الاذهان ما تردد في شهركرد خلال يونيو الماضي، حيث صرخ الناس في مواجهة “مافيا” الحكومة التي قامت بتحويل مسار المياه بـهتاف “لو امتلكت قبيلتي برنو” مما استدعى قدوم رئيسي على الفور لاطفاء نار الغضب بوعد مشاريع امداد المياه وتحقيق نتائج مع نهاية العام.
تفاقمت معاناة أهالي شهركرد منذ اطلاق وعد رئيسي حيث تجاوزت الازمة المياه الزراعية لتنتقل الى مياه الشرب، مما زاد من وتيرة غضب المتظاهرين هذه المرة، وادى لاستهداف الهتافات رئيسي بعبارات اكثر حدة وغضبا.
ولا تقتصر ازمة الجفاف على أهالي شهركرد وجهار محال وبختياري ـ التي كانت تعتبر في يوم من الأيام واحدة من أكثر مناطق البلاد وفرة بالمياه وفقًا لاعتراف المسؤولين الحكوميين ـ حيث تواجه 300 مدينة على الأقل إجهادًا مائيًا، وتتوقع السلطات تدمير عدد من القرى مع فقدان الموارد المائية، مما يستدعي استخدام الصهاريج لتزويد 7 آلاف قرية بالمياه.
أزمة المياه وتداعياتها الجانب الأخطر من عملية تدمير البيئة المتعمدة من قبل الملالي، حيث يبني الحرس الثوري السدود بهدف الابتزاز، ويجري السحب العشوائي للمياه الجوفية، مما تسبب في الجفاف الكامل والاضرار بمصادر المياه والبحيرات والأراضي الرطبة وانحدار الأراضي في العشرات من سهول البلاد، ودفعت الكارثة التي يطلق عليها اسم “موت الأرض” أو “الزلزال الصامت” و”تدمير البنية التحتية” الخبراء الحكوميين إلى توقع عدم صلاحية ايران للسكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه خلال الخمسين عامًا القادمة.
جاءت انتفاضة اهالي شهركرد امتدادا لتظاهرات اصفهان وخوزستان العام الماضي، لتكون شرارة اخرى تهدد باشعال النار في جميع أنحاء إيران، عاجلاً أم آجلاً، وتعصف بنظام الولي الفقيه، لا سيما وان ازمة المياه الكبرى جزء من كارثة أكبر، هي نظام الملالي، ألد أعداء الحرث والنسل، العازم على تدمير مظاهر الحضارة والوطنية، بقتله خيرة أبناء البلد، تهجيره المواهب والكفاءات، تبديده ثروات البلاد، فرضه الفقر والجوع على غالبية ابناء المجتمع، تجفيفه الحياة الثقافية، وتخريبه البيئة، مما يعني تحويل الجميع الى ضحايا للحفاظ على الحكم.