الحوار المتمدن-كاتبة سعاد عزيز
الکرة کانت ولازالت في الملعب الايراني– مع ماقد آلت إليه المحادثات الدولية مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى طريق شبه مسدود وتوجه أنظار العالم الى الاخير بإعتباره مسٶولا عن ذلك، عاد النظام الايراني مرة أخرى ليٶکد بأن إحياء الاتفاق النووي الذي أبرمته عام 2015 مع القوى العالمية يعتمد على واشنطن، في وقت تجري فيه الاستعدادات بأن تجري محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن تقوم قطر بإحتضانها.
النظام الايراني الذي يعي جيدا بأن مفتاح التوصل للإتفاق النووي بيد واشنطن، لذلك فإنه يسعى دائما لإظهاره بأنه الطرف المعرقل للتوصل للإتفاق في وقت يعلم فيه العالم بأن إدارة بايدن تسعى من أجل التوصل للإتفاق ولکن شريطة أن يکون مستوفي للشروط اللازمة ويضمن عدم مواصلة طهران لمساعيها السرية من أجل حيازة الاسلحة النووية، وبهذا السياق وفي خضم الاستعداد للمحادثات غير المباشرة في قطر، فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زادة في مؤتمر صحافي أسبوعي بثه التلفزيون: “الكرة الآن في ملعب واشنطن”، وکأن طهران تريد أن تمارس ضغطا نفسيا على واشنطن من أجل أن تبدي الليونة أزائها ويتم تسهيل التوصل للإتفاق.
المشکلة لاتکمن في إستمرار المفاوضات ولافي جولاتها وإنما تکمن في مقدار الجدية والمصداقية التي يحملها وفد النظام الايراني وعن الضمانات التي يقدمها لکي يجعل العالم يطمئن بعدم مواصلته لمساعيه السرية بعيدا عن الانظار والتي وکما أثبتت معظم الاحداث والتطورات الجارية خلال الاعوام السابقة فإنها إستمرت على قدم وساق، ولذلك فإن هناك الکثير من الشکوك بخصوص نوايا النظام الايراني ومن إنه يريد أن يخادع العالم مجددا کما فعل في کل مرة.
النظام الايراني کما يمکن إستشفافه من المحادثات التي أجراها مع المجتمع الدولي بخصوص برنامجه النووي، فإن هدفه الاساسي هو رفع العقوبات الدولية ووضع حد لعزلته الدولية، وهو يعمل جاهدا من أجل هذا الهدف ويرکز عليه أکثر من أي شئ آخر، ولکنه وفي نفس الوقت من الصعب إن لم نقل من المستحيل أن يتخلى عن نشاطاته السرية ويصرف النظر عن إنتاج القنبلة النووية، وهذه الحقيقة هي العقدة الاساسية في المحادثات الجارية لحد الان ولذلك فإن مساعيه ومحاولاته الحثيثة من أجل إتهام الاطراف الاخرى والزعم بأن الکرة في ملاعبها مجردضحك على الذقون وتلاعب بالالفاظ ولاعلاقة له بأصل القضية أي المفاوضات، ومن هنا فإن طهران وقبل شروع المفاوضات غير المباشرة في قطر والتي لانجد هناك مايدل على إنها ستکون بأفضل من سابقاتها، تسعى مرة أخرى للعبة إتهام الآخرين وبإعتقادنا إنها بادرة سوء تٶکد بأن نوايا طهران کما کانت في المرات السابقة ولم يطرأ عليها أي تغيير.