
مركز الخليج للدراسات الإيرانية – نزار جاف :
عندما إستتب الامر للتيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية بزعامة الخميني واستلموا زمام الامور في إيران، فقد أطلق هذا النظام شعاره المشهور”لاشرقية لاغربية جمهورية إسلامية”، وکان المقصود بالشرق الاتحاد السوفياتي آنذاك، أما الغرب فکان المعني به الولايات المتحدة الامريکية. ومن خلال هذا الشعار تم صياغة شعارات سياسية أشد عنفا وقسوة ضد الولايات المتحدة الامريکية والاتحاد السوفياتي واسرائيل ومن ثم تم إضافة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الى هذه القائمة، والشعار قد حسم موقف هذا النظام من کل هذه الدول بالهتاف بالموت لها!
هذا النظام الذي صنعه الخميني، وهو الذي قال في إجابته على دعوات السلام ووقف الحرب مع العراق بأنه:”لامعنى للسلام بين الاسلام والکفر” کما إنه قال أيضا في مجال إعلانه للعداء الشديد مع الولايات المتحدة بأن:”اليد التي تمتد لتتصافح مع أمريکا سوف تقطع”، ولکن رأينا ورأى العالم کله کيف بلع خميني مواقفه المتعنتة هذه عندما قام بقبول قرار مجلس الامن الدولي الخاص بوقف إطلاق النار في الحرب ضد العراق رغما عنه وقبل ذلك وأثناء الحرب کيف تم إبرام صفقة”إيران ـ کونترا”مع الولايات المتحدة من أجل الحصول على أنواع متطورة من الاسلحة لإستخدامها ضد العراق في مقابل الافراج عن أمريکيين کانوا محتجزين في لبنان، وکانت فضيحة بحد ذاتها وأثبتت کذب وزيف هذه الشعارات الطنانة.
ولاريب من إن لعبة العناد والمکابرة التي إشتهر بها هذا النظام وحتى إنه قد قام بإستخدامها في مختلف المجالات بما فيه الشعب الايراني نفسه عندما إعتبر کل من يقف ضد النظام ويدعو لإسقاطه فإنه وبموجب قانون يدعى”قانون المحاربة” يشبه قوانين محاکم التفتيش الرهيبة في القرون الوسطى، يعتبر بمثابة محاربا ضد الله وإن دمه مباح! وقد تصور النظام بأن الشعب الايراني سيصاب بالرعب ولن يتحرك ضده متناسيا بأن هذا الشعب هو من أسقط نظام الشاه وليس الملالي الذين سرقوا الثورة من الشعب وجعلوها في خدمتهم، لکن وخلال 4 إنتفاضات للشعب ضد النظام، فقد هتف الشعب بشعارات ليس ضد النظام وإنما ضد الولي الفقيه ذاته والذي هو أساس وأصل النظام!
خلال إنتفاضة أهالي عبادان والمدن المناصرة لها ولاسيما مدينة بوشهر ومدينة ري شهر، فقد تم إطلاق شعار”عدونا هنا وليس في أمريکا” وهو ما يمکن إعتباره شعارا يفضح النظام لأن الشعب يعني ب”عدونا هنا”نظام الملالي، ويبدو نظام الملالي وبعد أکثر من أربعة عقود على لعبة العناد والمکابرة الفارغة وسعيه لفرض مايريد بلغة القوة، فإنه يبدو کمن يجتر شعاراته وعناده ومکابرته بعد أن وجد نفسه أصغر بکثير من أن يقف بوجه شعبه والعالم، وحتى إن موقفه الصعب والحرج فيما يتعلق بالمفاوضات النووية تسير کما يبدو أيضا في سياق کسر العناد والمکابرة الفارغة لهذا النظام وخصوصا بعد الرفض الامريکي الصريح لشطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية ولايزال الحبل على الجرار!