
أطلق الغلاء شرارة الانتفاضات في البلاد، وازداد أضعافا مضاعفة ليشمل مختلف السلع، ليبشّر فحشه وتغوله موائد الايرانيين بمزيد من التصعيد في الأسابيع والأشهر المقبلة.
حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
تذكرنا سياقات هتافات عناصر الباسيج، عند تجمعهم في ملعب آزادي، بالأيام الأخيرة لمعمر القذافي، حين جمع قواته في طرابلس لمديحه، والتظاهر بأنه في أحسن أحواله، وكل شيء على ما يرام.
جاء ذلك التجمع الذي أمر به الولي الفقيه بعد يوم حافل بالأحداث، بدأ بتحذير خامنئي لأعضاء مجلس الشورى من الوقوع في أخطاء قد يستغلها “العدو” في توجيه الضربات لنقاط الضعف، وانتهى بخروج المواطنين الغاضبين المكلومين من حشر ذويهم تحت أنقاض برج متروبول إلى شوارع آبادان، واستهدافهم نقطة ضعف الديكتاتورية المرتعشة بهتافات “سأقتل، سأقتل مَن قتل أخي”، “على الملالي أن يُسحَقوا” ووصفهم الباسيج بعديمي الشرف.
وأعقب تجمع الباسيج خروج الغاضبين إلى الشوارع مرة أخرى في خرمشهر وآبادان وشاهين شهر واستهدافهم نقطة ضعف النظام بهتافات تطالب خامنئي بترك السلطة وتلوح بالانتقام للضحايا.
التظاهرات التي جرت امتداد انتفاضات تشهدها البلاد منذ عدة أعوام، لم تكف وتائرها عن التسارع، التمدد في مختلف المحافظات والمدن، ورفع أسقف الشعارات لتطال رأس النظام وأركانه، الذي يستخدم كافة إمكانياته للخروج من المأزق، ويظل عاجزًا عن وضع حد لتفاقم أزماته المستعصية.
استخدم نظام الملالي القمع من جهة، منح دعمًا حكوميًا قدره 400 ألف تومان من جهة أخرى، لكن محاولاته لم تجد نفعا مع الاحتجاجات المتزايدة، مما أوصله إلى قناعة مفادها أن الانتفاضة مستمرة في التغلب على القمع.
يمتد جذر الانتفاضات التي عصفت بالعديد من المدن والأقاليم إلى أربعة عقود من الدكتاتورية والقمع والنهب والعدوان والفقر والجوع والدمار وتدمير البيئة والفشل في منع الكوارث ، ويوضح تصاعد الخط البياني للأحداث منذ بداية العام الإيراني الماضي أن الفواصل الزمنية بين الانتفاضات تتناقص باستمرار، وفي اتجاهه ما يوحي بقرب اتصال الانتفاضات والحراكات ببعضها البعض.
أطلق الغلاء شرارة الانتفاضات في البلاد، وازداد أضعافا مضاعفة ليشمل مختلف السلع، ليبشّر فحشه وتغوله موائد الايرانيين بمزيد من التصعيد في الأسابيع والأشهر المقبلة.
تتجه كافة المؤشرات الداخلية الإيرانية نحو تصاعد واتساع انتشار الانتفاضات، وارتباطها ببعضها البعض، لتبلغ مرحلة تمرد المدن، التي توصل نظام ولاية الفقيه إلى مصيره المحتوم.